ملخص الجهاز:
"أما فی لبنان،فالصراع بین مؤید للحزب و معارض کان علی أشده،فالرئیس شمعون سمی فی 17 تشرین الثانی سنة 1956 حکومة برئاسة السید سامی الصلح3،و أسند حقیبة الخارجیة إلی السید شارل مالک،تلمیذ الجامعة الأمیرکیة السابق و ممثل لبنان فی الأمم المتحدة،الذی لم یخف یوما تعاطفه مع الغرب،و خاصة مع الولایات المتحدة الأمیرکیة و لیس مع مصر و سوریة.
1إلا أن الحزب الشیوعی السوری کان له موقف مختلف من الوحدة،و رأی أنها لا تقام إلا علی قواعد دیموقراطیة،و إصلاح زراعی، و المحافظة علی الصناعة السوریة،و علی صعید السیاسة الخارجیة أراد الشیوعیون التعاون مع العراق و الاتحاد السوفیاتی و تصعید المعرکة ضد الولایات المتحدة الأمیرکیة،و کإشارة لخلافهم فی الرأی مع الرئیس عبد الناصر غادر رئیس الحزب خالد بکداش سوریة إلی بلغاریا.
ثانیا و مع أن الوحدة کانت من صنع حزب البعث،فإن الرأی العام العربی رأی فی عبد الناصر القائد الأوحد للوحدة،حتی أن میشیل عفلق کان ینادیه بـ«زعیمنا الذی ساقته إلینا القدرة الإلهیة»1 استقطب عبد الناصر أکثریة الجماهیر العربیة،مما خلق صعوبات أمام المعارضین لسیاسته،فکیف ستکون ردود الفعل اللبنانیة علی هذا الحدث المهم؟و کیف سیتم التعامل معه؟ لبنان و سیاسة عدم التوازن عاش لبنان منذ أزمة السویس عام 1956 و التحاقة بمبدأ أیزنهاور عام 1957 مشاکل داخلیة تفاقمت یوما بعد یوم،و تولدت تناقضات خطیرة بین أبنائه.
الحرب الأهلیة اللبنانیة تتحول إلی اختبار للقوی بین الجمهوریة العربیة المتحدة و لبنان عند إعلان الجمهوریة العربیة المتحدة فی 5 شباط 1958،تأخر لبنان بالإعتراف بالدولة الجدیدة،و انتظر حتی 22 شباط،لاتخاذ موقف من موضوع الوحدة؛قاصدا الإطلاع علی موقف حلفائه،العراق و الأردن و السعودیة،و ذلک لتفادی العزلة و التفرد فی الموقف،غیر أن المعارضة وضعت رئیس الجمهوریة و أنصاره فی وضع حرج و أرسلت ألوف الأشخاص3،و البرقیات لتهنئة الرئیس عبد الناصر و شکری القوتلی، (1)انظر:جنبلاط کمال،فی مجری السیاسة اللبنانیة،مطبعة بیروت 1958،204 صفحات،ص 14،."