ملخص الجهاز:
"وهذه الحقیقة الثابتة، تفرض نفسها علی کیفیة التعامل مع هذه المجموعة فی الواقع السیاسی؛ إذ إنها تمثل ردا واضحا یسقط جمیع المحاولات التی حاول بعض رموز السلطة فی لبنان أن یروجوا لها، أو أن یبدأوا بالترویج لها، بزعم أن هذا التنظیم فلسطینی الهوی والمنشأ والسلاح والتمویل، وأن السلاح الفلسطینی داخل المخیمات، فضلا عن خارجها، قد بات یشکل خطرا حقیقیا علی الساحة السیاسیة اللبنانیة، وأن باستطاعة هذا السلاح، وللمرة الثانیة، أن یشکل شرارة الانطلاق للحرب الأهلیة، وأن یعیدها إلی الواجهة فی البیت الداخلی اللبنانی، وبالتالی: أنه یجب نزع هذا السلاح، وتجرید المخیمات منه، فی سعی مفضوح لإلغاء حق العودة وإقرار مبدأ التوطین، هذا المطلب الذی هو مطلب إسرائیلی ـ صهیونی بامتیاز؛ لیصلوا فیما بعد إلی تحقیق هدفهم الأقصی وحلمهم الأوحد، وهو ضرب سلاح المقاومة الإسلامیة اللبنانیة، وزعزعة ثقة الرأی العام اللبنانی والعربی به، وإسقاط تلک الهالة القدسیة المحیطة به.
وهذا مما یؤشر إلی مدی خطورة التداعیات والنتائج الذی یمکن لهذا الملف أن یسفر عنها، فلذلک، لا مجال لمعالجته ببساطة، ولا بد للحل وللخطوات التی یصار إلی اتخاذها أن تکون مدروسة دراسة کافیة، ولا بد لروح هذا الحل أن تکون محکومة لإطار من الثوابت والخطوط الحمر التی تضمن الحفاظ علی السلم الأهلی وتصون الوحدة الوطنیة اللبنانیة، والتی تحفظ لجیش لبنان الموحد والجامع لکافة أطیاف المجتمع اللبنانی هیبته وکرامته، وفی الوقت عینه تراعی الحالة الإنسانیة الصعبة التی یعانیها اللاجئ الفلسطینی فی المخیمات، کما تقضی علی هذه الحالة الإرهابیة بشکل لا یفسح المجال لتجذرها واستقطابها وانتشارها فی الساحة اللبنانیة، لا لها، ولا لمختلف التشکیلات والتنظیمات التی تتفق معها فیما یمکن أن نسمیه ﺑ <أیدیولوجیة العنف المتطرف غیر المنضبط وغیر المسدد إلی وجهته الصحیحة>، لا بطریقة الصلح العشائری الذی یتقوم الحاقدین، وأن یمکننا من اتخاذ القرارات الشجاعة فی المواطن اللازمة.."