ملخص الجهاز:
"و لهذا یقول الجابری إن العرب انتصروا تاریخیا و انهزموا عسکریا!!و یخلص إلی أن «المشروعات الأربعة المتداخلة المتنافسة قد انتهت فی نهایة هذا القرن العشرین إلی نتائج متشابهة أو علی الأقل متقاربة،بل انتهت إلی ما یشبه النقیض لما کانت تراه مستقبلا لها، «و ما فیش حد أحسن من حد»،کما نقول فی تعبیرنا المصری!و قد یصدمنا هذا الحکم الشکلی الذی یفتقد الدلالة الموضوعیة للاختلاف بین نتائج ما وصلت إلیه هذه المشروعات الأربعة.
أما بالنسبة للمشروع العربی فیشیر الجابری إلی استمرار الانتماء إلی الأمة العربیة و استمرار الثقافة العربیة و الإسلام الذی یقوم بدور موجه للعرب،إلی جانب التقارب بین اللهجات و تحقق الدیمقراطیة و العدالة الاجتماعیة و التنمیة!!هذا هو المعنی الإیجابی للمشابهة الذی تتسم به المشروعات الأربعة طوال القرن کما یقول الجابری.
و یری الجابری أن الفکرة القومیة لم تتأسس نظریا إلا مع العشرینیات و بکیفیة خاصة مع الثلاثینیات عند ساطع الحصری الذی یراه رائد التنظیر للفکرة القومیة العربیة،إلا أنه یأخذ علیه قصره لمفهوم القومیة علی عاملین:اللغة و التاریخ دون الثقافة و التراث،مما أفضی -کما یقول-إلی إفقا مفهوم الأمة.
و لعلنا فی إطار هذه الدعوة التی یدعو إلیها الجابری فی نهایة کتابه نکاد نجد أنفسنا فی إطار مجرد دعوة إلی إعادة النظر، أو علی حد تعبیره،دعوة إلی تغییر طریقة النظر،و هو،کما سبق أن ذکرت،أمر مشروع و ضروری،و لکنها دعوة تکاد تفتقد فی النهایة الرؤیة الواضحة لإرادة المستقبل، و إرادة الفعل التغییری بحسب أهدافنا الاستراتیجیة القومیة فی الوحدة و التقدم، کأنها تبدأ من درجة الصفر فی المعرفة و الوعی و النضال،فنحن نجد أنفسنا فی نهایة الکتاب بین حالة«ما قبیلة»و حالة «ما بعدیة»بین حداثة و ما بعد حداثة،بینژ صهیونیة و ما بعد صهیونیة،بین اشتراکیة و ما بعد قطریة،فی عالم یکاد یسیطر علیه قدر استعماری."