ملخص الجهاز:
"أ-أما الأمر الأول:اقتباس الأنظمة من الأمم الأخری: فالنظام:توحی به و تحدده عقائد واضعیه،أو مصالحهم القومیة،أو الشخصیة،و من هنا إذا أرادت أمة من أمم الأرض أن تستورد أنظمة من غیرها لاعتقادها بصحتها،و آمنت بصلاحیة حلولها و معالجتها للمشکلات و القضایا التی فیها،لأنها واحدة-حسب نظرهم-فما صلح لتلک الأمة یصلح لها،فإن علیها أن تؤمن بعقیدة تلک الأمة،و عقیدتها هذه هی عقیدة أنظمتها،کما علیها أن تقر و تعترف بکل ما جاء فی تلک العقیدة حتی تحصل (31)واقعنا المعاصر/محمد قطب ص 105 و 341.
یقول أبو الحسن الندوی: «إن العلم لا غربی و لا شرقی،ذلک أن االاکتشافات العلمیة لیست إلا حلقات سلسلة لا نهایة لها من الجهد العقلی الذی یضم الجنس البشری بکامله،إن کل عالم یبنی علی الأسس التی یقدمها له أسلافه،سواء أکانوا من بنی أمته أم أبناء أمة غیرها،و عملیة البناء و الإصلاح و التحسین هذه تستمر و تستمر،من إنسان إلی إنسان،و من عصر إلی عصر،و من مدنیة إلی مدنیة، بحیث أن ما یحققه عصر معین أو مدنیة معینة من أعمال علمیة جلیلة لا یمکن مطلقا أن یقال:إنها(تخص)و(تعود إلی)ذلک العصر،أو إلی تلک المدنیة»63.
و أما السید قطب رحمه الله تعالی فیقول: «لقد کان رسول الله صلی الله علیه و سلم یتشدد مع أصحابه-رضوان الله علیهم-فی أمر التلقی فی شأن العقیدة و المنهج بقدر ما یفسح لهم فی الرأی و التجربة فی شؤون الحیاة العملیة المتروکة للتجربة و المعرفة:کشؤون الزرع،و خطط القتال،و أمثالها من المسائل العلمیة البحتة التی لا علاقة لها بالتصور الاعتقادی،و لا النظام الاجتماعی،و لا بالارتباطات الخاصة بتنظیم حیاة الإنسان."