ملخص الجهاز:
"و قد تحدث الأجانب عن جدوی الطرق الاحصائیة و أشاروا الی مقدار استجابة المتلقین لها63،إلا ان بعض الباحثین العرب جعلها معیارا و اتخذها شرعة و منهاجا،بحجة«إن دقة ظهور سمة لغویة فی تعبیر أدیب معین لا تکفی فی ادراکه النظرةالعابرة أو الحاسة الذوقیة،بل لا بد من الارتکاز علی علم الاحصاء الذی یصل بالناقد الی الدقة العلمیة المطلوبة»64،و لیس فی هذه الحجة ما یرفع النص و یقربه الی الاذواق؛لاننا«عند ما نعمد الی الاحصاء فی دراسة الأسالیب نحیل اللغة الأدبیة الی شی بلا لون و لا طعم،لاننا نهمل ما فی التراکیب المتعلقة بالتعبیر من احساسات تتصل بالعالم النفسی»65 و کان للابتعاد عن البلاغة العربیة أثر فی جفاف النقد الاسلوبی،فقد قالوا ان الاسلوبیة و ریث البلاغة،أی أنها«بدیل فی عصر البدائل»66 و المفهوم الاصولی للبدیل«أن یتولد عن واقع معطی و ریث ینفی بموجب حضوره ما کان قد تولد عنه»أی ان الاسلوبیة«امتداد للبلاغة و نفی لها فی الوقت نفسه،هی لها بمثابة حبل التواصل و خط القطیعة فیالوقت نفسه أیضا»67 و لا یمکن أن تتعایشا لانهما تمثلان«شحنتین متنافرتین متصادمتین لا یستقیم لهما تعایش أنی فی تفکیر أصولی موحد،و السبب فی ذلک أن الاسلوبیة قامت بدیلا من البلاغة،فهی امتداد لها و نفی،هی لها بمثابة حبل التواصل و خط الفصل»68،و بعبارة واضحة ان البلاغة تخطاها العصر و تجاوزتها الحداثة، و هذا فهم ینطلق من تعصب أو جهل أو دس؛لان البلاغة لیست علما أو فنا انتهی فهی لم تنضج و لم تحترق أی أن دراستها واسعة سعة الفکر و تأمله، و متجددة تجدد الأدب و تلونه،و انها میدان رحب لمن یعرف دروبها و یدرک (63)ینظر الاسلوب و الاسلوبیة ص 61 و ما بعدها."