ملخص الجهاز:
"و فی البیضاوی،و مثله فی تفسیر المرحوم أبی السعود المفتی:«و هو ابن مریم،و فی ذکره دلیل علی أن الذریة تتناول أولاد البنت»،و أجاب المرحوم شیخ الإسلام أبو السعود حین سئل عن ثبوت النسب من جهة الأم بأنه صحیح أم لا؟بقوله:نعم،ثبوت النسب من جهة الأم صحیح،معتدهءبه،واجب ثبوته شرعا و عرفا،فإن ثبت شرف امرأة، کان أولادها لبطنها ذکورا و إناثا شرفاء،مع قطع النظر عن آبائهم،حتی ولو کانوا إرقاء،لا یضرهم ذلک،و لا یمنعهم من ثبوت سیادتهم من جهتها، و یمیزون علی غیرهم ممن لا شرف له بوضع العلامة،خوفا من انتقاصهم و عدم احترامهم بین العاملة،فمن کانت أمه شریفة،یثبت الشرف له ولأ ولاده،و نسله و عقبه،و انتظم فی سلک الأشراف،و الأدلة فی ذلک کثیرة،یضیق عنها المقام،و تنبغی الإشارة إلی بعضها،و هو أن جمیع الأشراف الموجودین الآن فی مشارق الأرض و مغاربها إنما یثبت لهم الشرف من فاطمة الزهراء رضی الله عنهما أم السیدین الجلیلین الحسن و الحسین ابنی الإمام علی رضی الله عنه،و إلا لکان أولاده من غیرها کمحمد ابن الحنفیة شرفاء،و لیس کذلک،حتی أن بعض علمائنا جعل ذلک قیاسا منطقیا مرکبا من صغری و کبری من عشرة أوجه.
و إنما قال ابن أمه دون أبیه،لأن الوالد الحق هو الأم، و أما الأب،فلم یصدر عنه غیر النطفة التی لیست بولد بل جزءا مادیا له، و لهذا قیل:ولد الحلال أشبه الناس بالخال!!و إذا کان الرضاع علی ما صح عنه یغیر الطباع بعد الولادة و الانفصال فکیف بما قبله عند الأتصال،یؤید ذلک ما رواه الغر المحدث عنه صلی الله علیه و سلم:«کل قوم فعصبتهم لأبیهم إلا أولاد فاطمة علیه السلام،فإنی أنا عصبتهم و أنا أبوهم»،فانظر إلی أنه علیه السلام حکم بأنه عصبتهم،و العصبة هم الأرقاب الذکور من جهة الأب،خصص جهة العصبة بالأبوة."