ملخص الجهاز:
"لم أحس الحب و لم أذق طعم الجوی،و لم ارخ قط لعاطفتی العنان و لا غلبت الهوی علی النهی،کلا و لا جعلت قلبی أماما و عقلی ماموما و لا ترکت حکمتی تبعا لشهوتی، و لا اندفعت مع الهیام وراء امرأة الی غایة ظللت معها مفتونا بها مولها،و مجنونا مدلها،و لم تستطع قط ذات سواران تترک الهم مساوری،و الغم مخامری،و لا کحلاء المحاجران تشرق بالدمع محاجری،و تجری مع الیاس خواطری،و لا عرفت قط لیلا مسهدا،و لا نوما مشردا،و لا فکرا مبددا،و لا خاطرا بسحائب الاحزان مربدا ملبدا،و لا راح قلبی قط بین شتی الهواجس نهبا موزعا،و علی سعیر الحسرات دامیا مقطعا، و لا کنت ساعة قط بین الخوف و الرجاء مترددا، و لا لسلطان الامل و الیاس خاضعا مستعبدا، ذلک لانی لم أعشق و لقد طالما ادهشنی ذلک،و لقد طالما بحثت عن سببه و علته،و کل ما أوصلنی الیه البحث هو أنی أشد انتقادا للمرأة من ان أخدع بظاهر فتنتها و حسنها،و انی أعرف ان لکل أنثی (و لکل ذکر أیضا)شخصیتین:جثمانیة و روحانیة،و ان الحب الصحیح لا یتسلط علی الرجل الا اذا وجد هاتین الشخصیتین فی محبوبته قد اندمجا فی أحسن مزاج،و التاما علی أبدع نظام،و لکن ما أقل ما یکون ذلک!اذ کثیرا ما تجد المرأة الملیحة البدیعة الشکل قد شوهت من الرذائل بکل آفة منکرة،أو تجد الکریمة المهذبة لیس لها من الجمال ما یفتنک و الحب،کما قیل،أعمی،و الرجل اذا عشق، هام بمعشوقته و جن جنونه مغمض الاجفان عن سیئاتها و عیوبها،و لیس علیه ان یناقشها فی خطیر من الشؤون و لا جلیل من المسائل، و کل ما علیه هو ان یضمها و یلثمها و ان یروح معجبا بکل هفواتها مفتونا بکل سخافاتها و حماقاتها، هذه شیمة العشاق،و دیدن أهل الصبابات و الاشواق،و لکنی لست منهم و لا استطیع ان أکون مثلهم..."