مصاب أهل القرآن الفادح مقالة

"مصاب أهل القرآن الفادح کذا فلیجل الخطب و لیفدح الأمر فلیس لعین لم یفض ماؤها عذر توفیت الآمال بعد محمد و أصبح فی شغل عن السفر السفر غدا غدوة و الحمد نسج ردائه‌ فلم ینصرف إلا و أکفانه الأجر فی صباح یوم الثلاثاء الثانی و العشرین من شهر رجب سنة 1369 التاسع من‌ شهر مایو سنة 1950 لبست مصر بل العالم الاسلامی قاطبة ثوبا من أثواب الحزن‌ و الأسی و ذرفت عیونها بدموع الفراق و تقرحت مآقیها و عیل صبر بنیها حیث‌ فقدت مرتلها و مشجیها المغفور له الشیخ محمد رفعت. کان نغمة علویة،وهبة قدسیة،و قیتارة تفتت الکروب و تقتل الأحزان‌ و تحیی الآمال،و تفیض علی الکون البهاء و الجمال،کان نعمة و منة من الله بها علی‌ العالم المکلوم فکان له فی کل قلب من قلوبه شعاع و ضاء،یبدد ما ألم به من‌ ظلمات و أنواء،و المستمعون حین ترتیله تهتز جوانحهم طربا و تهفو نفوسهم إلی‌ الاعادة و عجبا لتتمتع أفئدتهم بهذا الفن الساحر و الترتیل النادر و النغم الذی یأخذ بالألباب فیعید إلیها حیاتها بعد موتها و یقظتها بعد غفوتها و طهارتها بعد دناستها و إیابها إلی الخلق الکریم بعد أن کانت فی ضلالها تهیم."