ملخص الجهاز:
"التوجه إلی الجماهیر العربیة من خلال الفصحی وحدها هو أشبه بصرخة فی الفلاة لا تجد لها من مستجیب و أکد هذا بعضهم:أنک إذا أردت أن تسمعک الجماهیر حقا و تستجیب لندائک فلا مفر لک من التضحیة برونق الفصحی و من مخاطبة هذه الجماهیر باللغة التی تحیا بها حیاتها الیومیة و تعبر عن انفعالاتها و تشرح من خلالها أحاسیسها و هکذا یقف کل فریق متمسکا برأیه مستندا إلی حجج لا یجد المرء مفرا من الاعتراف بقوتها،و أستطیع أن أقول إنه إذا کان هنالک أی حل لهذه المشکلة فإن أقرب الأجهزة إلی تحقیق هذا الحل هو الإذاعة المرئیة ففی استطاعتها أن تستخدم فی برامجها المختلفة لغة عامیة ممزوجة بالفصحی مزجا یزداد قوة بالتدریج و أن تتعود الجماهیر العربیة علی أن تألف سماع الفصحی و التعبیر عن نفسها من خلالها و ذلک بأن تضع خطة مدروسة للغة المستخدمة فی برامجها حتی الترفیهیة منها و کلنا یعلم أن هناک عامیة تتضمن کثیرا من التعبیرات الفصیحة و أن هناک لغة متوسطة لا هی بالعامیة الخالصة و لا هی بالفصحی الکاملة،مثل هذه اللغة إذا استخدمت علی نطاق واسع و ازداد نصیب الفصحی فیها بالتدریج کانت کفیلة بأن تعید إلی اللسان العربی وحدته دون عناء کبیر1.
11-وضع خطة للارتفاع التدریجی بمستوی اللهجات العامیة التی تقدم بها بعض البرامج الإذاعیة بحیث تصبح الألفاظ الفصحی و تعبیراتها أکثر تداولا علی الألسن تمهیدا لتعمیم استعمال اللغة العربیة الفصحی فی جمیع البرامج إذ إن هذه اللغة الفصحی هی الأساس الأول للثقافة العربیة و تعمیم استعمالها یمکن الإذاعات المرئیة العربیة من تجاوز العوائق المحلیة فیحقق لها بذلک مخاطبة جمهور أوسع و یجعل برامجها أکثر صلاحیة للتبادل بین مختلف البلاد العربیة فی الإذاعات المرئیة و یتابع الدکتور شرف1:فی تقدیرنا أن الفصحی فی التلفزیون یمکن أن تلقی نجاحا من جانب المشاهد العربی فی الاستقبال ذلک أن لغة التلفزیون هی لغة المشارکة فالجمهور (1)المدخل إلی وسائل الإعلام 479-الدکتور عبد العزیز شرف الطبعة الثانیة 1989-دار الکتاب العربی-القاهرة،دار الکتاب اللبنانی-بیروت."