ملخص الجهاز:
"ی و قصد ثنعت هذه الزخارف من الجص لتکسو بعض الجدران من الداخل و الخارج و تزین نوافذه و قناطره و تفنن الصناع بتنویع أشکالها فمنها النباتیة و الهندسیة و ذوات الأرواح من أشخاص و حیوانات جاءت بمجموعها فی غایة الا بداع و الإحکام و حسن التناظر و التناسق منها تمثال امرأتین کانتا فوق مدخل القصر احداهما جالسد و الثانیة مستلقیة علی ظهرها تشبه صنعتها التماثیل التدمریة المعروفة و کأنهما نقلتا عن صورة الجاریتین اللتین مربعها اوس بن ثعلبة التیمی فاستحسنهما و أنشد فیهما: فتأتی أهل تدمر خبرانی ألما تسأما طول القیام قیامکما علی غیر الحشایا علی جبل أصم من الرخام و فیهما قال أیضا ابو دلف: ما صورتان بتدمر قد راعتا أهل الحجمی و جماعة العشاق غبرا علی طول الزمان و مره لم یسأما من ألفة و عناق و عثر أیضا علی بقایا أنواع من الرخام و المرمر و الفصوصو الملونة و الاخشاب المنقوشة و المصبوغة و المذهبة یستدل منها-و ان لم یعرف کنهها-علی تنوع زخارف هذا القصر و العنایة بزینته خصوصا اذا أضفنا الیها ما اکتشف من الزخارف المصورة و الملونة التی کانت مرسومة علی جدران بعض غرف القصر و ارضها و من أعظمها ما عثر علیه داخل غرفتین منها رصفت ارضهما بالجص المصور تمثل الاولی سماوة امرأة تحمل بین ذراعیها سلة فیها.
کان من بین هؤلاء جماعة مارسوا مختلف الصناعات لا سیما البناء2و النحت و التصویر و رصف الفسیفساء و زخارف الجص و قد واصلوا مهنهم بعد اسلامهم،فساهم (1)مجلة الحدیث 1941 ص 144-145 (2)تهذیب تاریخ ابن عساکر الجزء الاول ص 250 بعضهم و غیرهم من عمال الفرس و الروم1فی بناء المسجد الاقصی و جامع دمشق و غیرهما من مصانع العصر الأموی فنجم من ذلک مزج الفن الفارسی بالفن الیونانی و دام هذا الحال حتی النصف الاول من القرن الثامن للمیلاد،ازدهر خلالها البناء و زخارفه علی اختلاف أنواعه فی بلاد الشام."