ملخص الجهاز:
"و لو نظرنا إلی کل ما هو ممکن النظر إلیه فی هذا الکون،نری أن الأشیاء(الجوامد و الأحیاء)،و بدون استثناء تؤثر علی بعضها البعض و تتأثر ببعضها البعض،فی دائرة (14)انظر:جون لوک:مرجع سابق،ص(50).
یمکن لهذه الصورة أن تتشکل تحت تأثیر أی نوع من أنواع الأمواج حاملة المعلومات،و أن تنطبع بشکل ما من الأشکال الفیزیائیة أو الکیمائیة-الحیویة فی خلایا الجسم الحی19و تنتقل نسخة منها إلی الدماغ الحیوانی عند الحیوان أو الإنسانی عند الإنسان،فالإدراک وظیفة من وظائف الکائنات الحیة علی مختلف درجات رقیها ابتداء بوحیدات الخلیة مرورا بمختلف النباتات و الحیوانات و انتهاء بالإنسان.
العقل (mind) :هو الربط بین الواقع الموضوعی للأشیاء المحددة المحسوس بها و صورها الذهنیة الانطباعیة،و فی هذا تشترک الحیوانات التی تمتلک دماغا مع الإنسان.
و هذا ما أکد علیه مؤخرا عالم الأحیاء الأمریکی أرنست مایر (Ernst Mayr) فی کتابه«هذا هو علم البیولوجیا»بقوله:و هذا الاستنتاج ینسحب أیضا علی ما ینسب أداؤه للدماغ من وظائف ذهنیة أخری کالتفکیر و الوعی (Consciousness) ،اللذین لا یمکن بحال أن نعتبر أحدهما أو کلیهما مقتصرا علی الإنسان أو ممیزا له عن سائر الحیوانات،22إلا أن المعرفة عند الکائنات الحیة مستویات تحددها ظروف طبیعیة و اجتماعیة تتعلق بمستوی تطور دماغ الکائن الحی و تجریته الفردیة الخاصة إلی جانب تجربة نوعه و جنسه،کما تختلف عند الناس باختلاف مستویات التطور العلمی و الثقافی-الاجتماعی فی المجتمعات الإنسانیة.
و المعرفة،من حیث المبدأ،نوعان: 1-معرفة بسیطة،غریزیة،فطریة، بدائیة،تشترک فیها جمیع الکائنات الحیة التی تمتلک دماغا بما فیها الإنسان، لا تتعدی حدودها معرفة ظواهر الأشیاء اعتمادا علی وسائل الإحساس الطبیعیة (22)أرنست مایر:مرجع سابق،ص(286)."