ملخص الجهاز:
"و اختلفنا فی أن الأولی منهما ذکرت بأنه تم خلق الذکور و الإناث معا و دفعة واحدة جنبا إلی جنب حسب النص الوارد فی الإصحاح الأول من سفر التکوین و الذی یقول:(الرب خلق الإنسان علی صورته،علی صورة الرب خلقه،ذکرا و أنثی خلقتهم،وبارکهم الرب و قال بهم أثمروا و أکثروا و املأوا الأرض) و یطلق علی هذه الروایة اسم«الیهویة»و التی أدرجت فی التوراة من قبل الفئة التی کانت تؤمن بألوهیة رب اسمه«یهوه»و هی تحاکی ما ورد فی بعض النصوص السومریة و البابلیة و بخاصة نص«سیبار»و أما الروایة الثانیة فتردد فی الإصحاح الثانی من سفر التکوین و تذکر بأن خلق آدم تم من التراب و أن حواء خلقت من ضلعه و تنص(الرب جبل آدم ترابا من الأرض و نفخ فی أنفه نسمة الحیاة فصار آدم نفسا حیة.
و تصورنا بأن المجتمعات البدائیة قد توصلت و بالتدریج، و نتیجة للمعاناة التی قاسی منها أفردها،إلی تحدید أمور معینة عدتها بمنزلة محرمات لا یجوز الاعتداء علیها و وضعت لها عقوبات مناسبة فی حالة حصول هذا الاعتداء و أن ذلک کله اتخذ منحی العرف و العادة أو منحی القانون البدئی فترة مدیدة من الزمان إلی أن تلقت بعض المجتمعات المتجاورة أو المتناثرة عددا من الرسالات و الهدایات التی أوحی بها إلی أفراد مختارین منها،جری بموجبها تنظیم الکثیر من أمورها بشکل مسایر أو مغایر لتلک الأعراف و العادات مع تأکیدها علی مبدأ التکافل و حسن التعامل،و مبدأ صون الحرمات، و الحفاظ علی الممتلکات،و فرض المخالفات علی من یخالفها و یعبث بها و حسب المفاهیم التی کانت سائدة زمن إقرارها."