ملخص الجهاز:
"6-7- إن الذین کفروا هم صنف نقیض لصنف المتقین،و الله سبحانه یصفهم بأنهم بین ضلالین و عماءین،فلقد أنعم الله علیهم بهدایة فطریة و لکنهم لم ینتفعوا بها بل استحبوا الضلالة علی الهدی فجازاهم الله علی ضلال أنفسهم الذی اختااروه و ارتضوه بجزاء من جنس ما اختاروا لقد اختاروا الضلالة فأضلهم الله و بذلک صحت المقابلة بینهم و بین المتقین سواء علیهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا یؤمنون یستوی فیهم الإنذار و عدمه فقد تمکن الجخود من قلوبهم.
13- و إذا قیل لهم آمنوا کما آمن الناس لأن من لم یؤمنوا إن هم إلا کالأنعام بل أضل سبیلا بعد أن فقدوا التمیز بین الحق الباطل قالوا إنکارا أنؤمن کما آمن السفهاء الذین خفت أحلامهم و سخفت عقولهم؟ ألا إنهم هم السفهاء رد من الله علیهم و لکن لا یعلمون لأنهم إذا کانوا ینسبون الذین آمنوا إلی السفه فلم یدعون لأنفسهم الإیمان لیکونوا سفهاء؟!و قد قالوا ذلک لئلا ینخرطوا مع فقراء المؤمنین کصهیب الرومی و بلال الحبشی و غیرهما.
ثابتون علی اعتقاد الکفر إنما نحن مستهزئون و لکن إذا هزیء المنافق بالمؤمن لإیمانه فلا ینبغی له أن یعضل المؤمن عن ربه لأنه یهزأ بمن دعا المؤمن إلی الإیمان و أنی لمحدود القوة أن یهزأ بمطلق القدرة الله یستهزیء بهم لم یقل المؤمنون یستهزئون بهم لأن مقابلة مؤمن مستهزیء بمنافق مستهزیء تعنی مستهزیء مخلوق یقابل مستهزئا مخلوقا و کلاهما حادث، و لکن عندما یستهزیء الله بهم و هو خالقهم یکون هزؤه ضربة تقصمهم عاجلا أم آجلا و یمدهم فی طغیانهم یعمهون فهو یجازیهم بجنس ما ارتضوا لأنفسهم لقد تمادوا فی الضلالة بما اقترفته أنفسهم و اجترحته أیدیهم فهناک عمه من أنفسهم و عمه من الله مجازاة لهم."