ملخص الجهاز:
"و یؤکد علی أسلوبه هذا فیقول:(نحن لم نبق إقلیما إلا و قد دخلناه و أقل سبب إلا و قد عرفناه و ما ترکنا مع ذلک البحث و السؤال و النظر فی الغیب)(؟) و قد قسم کتابه إلی ثلاثة أقسام أحدها ما عاینه بنفسه و الثانی ما سمعه من الثقات و الثالث ما وجده فی الکتب المصنفة فی هذا الباب و غیره و یشیر بأنه لم یترک خزانة إلا و قد لزمها و لا تصانیف فرقة إلا و قد تصفحها و لا مذهب قوم إلا و قد عرفه و لا أهل زهد إلا و قد خالطهم7 المقدسی محققا: ینتقد المقدسی بذکاء کثیرا من الرحالة و الجغرافیین فهو ینتقد الرحالة(الجهانی) علی أسلوبه فی تقصی المعلومات و الأخبار إذ لا یمکن إنتاج المادة العلمیة بالاعتماد علی بسطاء الناس الذین لا یجیدون نقل المعلومة و ضبطها بشکل سلیم و هو ما یسمی فی علم الروایة بعلم الجرح و التعدیل فمن شروط الراوی الأساسیة الضبط و هو تیقظ الراوی و العدالة و الثقة بین الناس8بأن لا یغیر الحقائق و فی هذا یستشهد المقدسی فی نقده للجهانی بأنه تارة یعتمد علی سؤاله الغرباء أو غیر أهل الخبرة و المعرفة و یورد معلومات لا فائدة فیها فهو یذکر النجوم و دوران الفلک و یتحدث عن النجوم و الهندسة کما أنه ینعت أصنام الهند و طورا یصف عجائب السند و لم یفصل الکور و لا رتب الأجناد و لا وصف المدن و لا استوعب ذکرها بل ذکر الطرق شرقا و غربا و شمالا و جنوبا مع شرح ما فیها من السهول و الجبال و الأودیة و التلال و المشاجر و الأنهار و بذلک طال کتابه و غفل عن أکثر طرق الأجناد و وصف المدائن الجیاد9."