ملخص الجهاز:
"و لقد اظهرت الدراسات ان اعادة النظر فی الاطار الاجتماعی السیاسی(ما بین التبعیة و دینامیات السوق الغربی،الی الاعتماد علی النفس و التوجه لاشباع الحاجات الاساسیة)یمکن ان یؤدی الی تخفیض اساسی فی حاجة التنمیة للاستثمارات و الاستیراد،و الی تخفیض حوالی 45 بالمائة من الطلب علی مصادر الطاقة الأولیة،و لتحقیق معدل النمو السنوی نفسه12.
و نتیجة لاهمال الجوانب الوجدانیة و المؤشرات الاجتماعیة و الانسانیة للتنمیة،فی مقابل اعادة النمو المادی، دفع الانسان بحضارة الغرب دفعا الی القلق و تصاعد حالات الانتحار و الهروب-و الانسان بالغرب فی ذلک لا یختلف کثیرا عن بعض الاتجاهات العربیة الرافضة لمظاهر هذه الحضارة.
و الی ای مدی یمکن لمثقفی الوطن العربی التمسک بمؤشرات و توجهات حضارة تعانی من احباطاتها،تحمل فی احشائها عوامل انهیارها،و تحمل فی تاریخها ما یکفی لاستحالة تکرارها و تکرار ظروفها من قبل العالم الثالث؟ من هنا کان طرح افکار للتنمیة البدیلة تتمثل فی الاهتمام بالمناطق غیر الحضریة والترکیز علی المحلیات،الاهتمام بمصادر الطاقة البدیلة،عدم الفصل بین الانتاج و التعلم و البحث،عدم الفصل بین صحة الانسان و صحة البیئة،احترام التقنیات و قیم الاصالة التی عاشت عبر قرون من الزمان؛أی ضرورة الاعتماد علی النفس و ضرورة تنویع مؤشرات التنمیة.
کما ان تفاصیل ما نشر حول استراتیجیات اسرائیل المستقبلیة انما یظهر ترکیزها علی فرض قهر التقنیة(و ما یسمی التبادل التقنی،و البحث العلمی و التعلیم و التربیة)فی مخططاتها للتعاون و الانشار عبر الطون العربی، و طالما تفصح اسرائیل عن تفوقها الحضاری فی کل ما تقدمه من مشروعات للمستقبل،و الامل فی الوصول الی انسب الاشکال لدرء هذه المخططات من خلال المواجهة الحضاریة."