ملخص الجهاز:
"هل یلعب المثقف التونسی دور المتفرج،أم دور المشارک؟هل یتخذ هذا المثقف قرارات حاسمة توجه الصراعات و تخلق المنعرجات،أم هل غالبا ما تتجاوزه الاحداث،فیجد نفسه مضطرا لتعدیل مواقفه و أفکاره؟و هل ثمة الیوم مؤشرات إیجابیة لبروز دور مستقبلی متمیز للمثقفین؟ و التساؤل الجوهری الذی یمکن اخیرا طرحه دون ادعاء تقدیم إجابة نهائیة هو الآتی:هل توجد حالیا انتلجنسیا تونسیة؟ أولا:الأبعاد النظریة للمفاهیم المستعملة 1-مفهوم المثقف لم تبرز کلمة مثقف إلا فی أواخر القرن التاسع عشر،و فی فرنسا بالذات،بلد الفکر التحرری (1)«المواقف السیاسیة هی مواقف إجتماعیة تتکون فی علاقة مع وضعیات سیاسیة هی وضعیات إجتماعیة معتبرة من زاویة السلطة أی الحکم أو بقاء المجتمع».
و کان إنتاجا مشترکا15،و لم تنجز أی کتابة مسرحیة،کما أن الانتاج الأدبی کان ضعیفا حیث تراجع من 10 وحدات عام 1956 الی صفر عام 161959،و هذا الفراغ الثقافی الذی یمکن ان یفسر بضرورة اعطاء الاولویة لبناء الدولة،کان موازیا لسیاسة اقتصادیة لیبرالیة انتهجتها الحکومة الجدیدة منذ الاستقلال الی حرب الجلاء،دون تحقیق أساس مادی للافتصاد الوطنی17،مما سیجعلها تراجع اختیاراتها و تنتهج سیاسة اقتصادیة جدیدة قائمة علی مبدأ النمو المستقل،و التخطیط المبرمج من طرف الدولة.
و الملفت للانتباه هو ان مجلة«التجدید»خصصت عددها العاشر فی سنتها الاولی (شباط/فبرایر-آذار/مارس 1961)لموضوع«دور رجل الفکر فی تونس الیوم،و نشرت مواقف تسعة عشر مثقفا تونسیا،أجابوا علی نص استفتائها الذی تضمن سؤالین: (1)هل لرجل الفکر و الادب و الفن دور فی المجتمع بصفة عامة،و فی المجتمع التونسی بصفة خاصة،فإن کان،فما هو؟و ما هی غایته؟ (2)ما هو دورک الشخصی،من حیث إنک مثقف؟ جاء هذا الاستفتاء بعد التأکید علی ملاحظة مهمة و خطیرة صدرت فی العدد التاسع،و تعلقت «بضعف الثقافة التونسیة من حیث عدد المثقفین و من حیث القیمة أیضا.
و کانت السنوات الفاصلة بین 1965 و 1969 بمثابة الحقبة الوطنیة«الذهبیة»،حیث بعث بناء تحتیا،و تمکنت السلطة السیاسیة من فرض سلطتها الکلیة علی (28) Hachemi Baccouche,De?eolonisation:Grandeurs et Servitudes de ranticolonialisme(Paris: Nouvelles e?ditions latines."