ملخص الجهاز:
"و لسنا هنا بمعرض مناقشة تفصیلیة لحجم و خصائص و آثار تنقل القوی العاملة فی الوطن العربی منذ منتصف السبعینات5،لکن سوق النفط العالمی شهد تطورات جسام منذ مطلع الثمانینات أدت إلی اهتزاز الأوضاع الاقتصادیة للبلدان المصدرة للنفط مما یتوقع أن یکون له تأثیر واضح علی حجم و خصائص قوة العمل الوافدة إلی هذه البلدان و هذا هو موضوعنا الأساسی فی هذه الدراسة.
و خلاصة التحلیل السابق أن تطور مؤشرات الأداء الاقتصادی فی البلدان العربیة فی الفترة (80-1984)یبین أن انخفاض العائدات النفطیة ابتداء من1980لم ینتج انکماشا واضحا فی مؤشرات الأداء الاقتصادی حتی1984،و ان کانت هناک بدایات انکماش واضحة قرب نهایة الفترة(80-1984)تجلت أکثر ما یکون فی تکوین رأس المال الثابت و المخزون و هذا التطور یبدو منطقیا حیث کانت العائدات النفطیة فی الفترة(1974-1980)أکبر بکثیر من أن تستوعب فی الاقتصادات النفطیة و لذلک زاد التراکم الخارجی فی هذه الفترة،و اقتضی الأمر سنوات عدة من تناقص العائدات حتی یمکن أن یظهر أثره علی مؤشرات الأداء الاقتصادی الداخلیة.
و إذا کان لنا أن نغامر هنا باستکناه تأثیر تطورات سوق النفط العالمیة التی نجم عنها انخفاض العائدات النفطیة،علی مستوی التشغیل فی البلدان العربیة النفطیة المستقبلة لقوة العمل،مرورا بمؤشرات النشاط الاقتصادی،طبقا لتحلیلنا السابق،و أخذا فی الاعتبار أن هناک فترة تأخیر،اجتماعیة فی الأساس،بین النخفاض مؤشرات النشاط الاقتصادی،و بین انخفاض مستوی التشغیل،فإن توقعنا هو أن مستوی التشغیل الکلی لم ینخفض حتی 1984 فی بلدان الاستقبال العربیة،عدا العراق،و ربما یشهد انخفاضا محدودا فی الفترة(85-1986) یعود بعدها إلی فترة من الاستقرار أو النمو البطیء حتی نهایة العقد الحالی."