ملخص الجهاز:
"لقد أکدت قمة الأرض أن القضایا البیئیة و لا تنمویة التی تواجه العالم هی أعقد بکثیر مماکان یعتقد،و أن المشکلات البیئیة و التنمویة التی کانت تبدو فی السابق مشکلات یمکن التعاملمعها علی الصعید المحلی و الوطنی تحولت فجأة إلی أزمات شائکة و مستعصیة و تتطلب حلولا عالمیةعاجلة و شاملة.
و أبرزت قمة الأرض،التی عقدت تحت اسم مؤتمر الأمم المتحدة حول البیئةو التنمیة عمق الصلة القائمة بین الاخفاق التنموی فی العالم،و خاصة فی جنوب الکرة الأرضیة،و التدهور البیئی العالمی الذی أخذ یتفاقم بوتائر متسارعه خلال السنوات الأخیرة بحیث أصبحتالبشریة جمعا فی حالة حرب مصیریة من أجل إنقاذ الحیاة.
و کأنما لا یکفی أن تکون الظروف التنمویة فی الجنوب صعبة و قاهرة و أن یکون متوسط دخلالفرد منخفضا و أن نسبة النمو معدومة،بل إنه،علاوة علی ذلک،فإن هناک مجموعة من دولالجنوب التی أصبحت تعانی الحد الأقصی من المعاناة الانسانیة الیومیة و تسجل تراجعا مستمرافی جمیع المؤشرات الاجتماعیة الحیویة هذه المجموعة من الدول التی یبلغ عددها حوالی 30 دولة،هی الأکثر فقراء فی العالم و هی فقیرة حتی بمعاییر فقر الجنوب،و أصبحت هذه الدول تعرف بدولحزام البؤس نتیجة انتمائها إلی منطقة جغرافیة و مناخیة محددة.
و أشارات وثائق المؤتمر إلی ضرورة وضع الاعتبارات البیئیة ضمن السیاسات التنمویة و إلیضرورة استخدام الموارد الطبیعیة بأسلوب یضمن بقاءها و استمرارها للأجیال القادمة ثم حاولتالندوات و المؤتمرات العلمیة و الحلقات الدراسیة العدیدة التی انبثقت عن مؤتمر استکهولم تطویرهذه المضامین الأولیة للتنمیة المستدیمة،و ذلک من خلال دراسة العلاقة المعقدة و المتداخلة بینالبیئة و التنمیة و تم خلال عقد السبعینیات تنظیم سلسلة من هذه الندوات التی کانت تتوصلباستمرار إلی قناعة بأن التنمیة و البیئة هما عملیتان متلازمتان و لا یمکن الفصل بینهما،کما لایمکن الفصل بین أهدافها."