ملخص الجهاز:
"حول مقال کمال عبد اللطیف عن«حرکة التحرر العربی» صفوت حاتم باحث فی شؤون الفکر العربی فی أعقاب کل هزیمة أو أزمة سیاسیة تلحق بواقعنا العربی،تطفو علی سطح الحیاة الفکریة و السیاسیة،کتابات یصح ان نطلق علیها«فکر الهزیمة»،و نعنی بها الکتابات التی تتناول بالتحلیل و النقد الأوضاع و الظروف کافة التی أدت تلک الهزیمة أو مهدت لها،محاولة بذلک کشف الجذور العمیقة و المختفیة تحت السطح التی انبثقت منها الهزیمة.
3-تکتیکات حرکة التحرر العربی 1-النظریة ما نقصده بالنظریة هنا هو المعنی العام و الشائع الذی یقصد به مجموع الحلول الفکریة للمشکلات التی یطرحها الواقع و الظروف وصولا الی الغایات او الأهداف البعیدة.
ب-شن الباحث حملة غیر مبررة ضد الفکر القومی العربی،إذ یتمیز هذا الفکر-فی رأیه-بـ«الفقر البارز»فی میدان«النظریة التاریخیة»و طغی علیه«الطابع الطوباوی و التبشیری الرومانسی»و«غیاب الطابع التاریخی»،و ساهمت نصوصه فی الفکر السیاسی فی«تکریس الفقر الفکری و الازدواجیة الفکریة»،الأمر الذی أدی إلی أن«تقف حرکة التحرر العربی الیوم أمام نصوص لا تملک قوة النظر و لا شمولیته،و لا تتسم بأی طابع نقدی یقطع مع ضلالات الجزم العقائدی المطلق...
و بمنطق الباحث نفسه نسأله:هل کان یمکن ان تنجح الحرکة القومیة لو کان أقطابها من«المدنیین»؟و لماذا لم تتمکن«القطاعات المدنیة»من قیادة الحرکة أو فشلت فی قیادتها؟و لماذا استطاعت القیادة الناصریة-و هی تنتمی إلی القطاع العسکری-ان تحقق لحرکة التحرر العربی من الانجازات السیاسیة و الجماهیریة ما عجزت عن تحقیقه القطاعات المدنیة خلال أحقاب طویلة؟و لماذا وقفت الجماهیر العربیة فی کثیر من الأحیان مع القیادة الناصریة-العسکریة،ضد الفرق و التیارات و القطاعات المدنیة التی وقفت موقفا مضادا من المشروع الناصری؟ و أخیرا ألا یری الباحث أن أزمة حرکة التحرر العربی أعمق من«الزوج المفهومی» مدنی/عسکری؟!!"