ملخص الجهاز:
"و هذا ما حصل جزئیا فی الربع الأخیر من القرن التاسع عشر حین اتبعت مثلا کل من المانیا و الولایات المتحدة سیاسة تصنیعیة نشطة و هادفة و بخاصة فی مجال الصناعات الثقیلة لتحقیق توازن فی القوة مع بریطانیا (1)لخص المؤرخ الاقتصادی البریطانی اریک هو بسبوم نتائج الثورتین اللتین حدثنتا فی بریطانیا و فرنسا خلال الثلث الأخیر من القرن الثامن عشر کما یلی«لم تکن الثورة حدثت انتصارا للصناعة و لکن للصناعة الرأسمالیة، لیس للحریة و المساواة بصورة عامة و لکن للطبقة الوسطی أو للمجتمع البرجوازی اللیبرالی،لیس للاقتصاد الحدیث أو للدولة الحدیثة و لکن لاقتصادات و دول فی منطقة معینة من العالم(جزء من أوربا و بقع قلیلة فی أمریکا الشمالیة)».
فخلال الفترة 1816-1913،کانت بریطانیا تعانی بعامة عجزا کبیرا فی میزانها التجاری،و لکن میزان مدفوعاتها علی الحساب الجاری کان فی حالة فائض کبیر نتیجة أرباحها العالیة من استثماراتها الخارجیة و نتیجة الفوائد المدفوعة لها علی قروضها و نتیجة الخدمات الأخری و بخاصة فی حقل التأمین و المال8،و کانت تعید إقراض و استثمار هذا الفائض المتزاید و تصدر أیضا رسامیل اضافیة،و ذلک لدعم ثروتها،و تالیا قوتها أو بصورة أدق دعم قوة و ثروة الطبقة الرأسمالیة فیها.
و لکن الرأسمالیة الصناعیة و المالیة التی ظهرت آثارها فی القرن التاسع عشر و وصلت إلی مرحلة الاحتکارات أو شبه الاحتکارات فی العدید من قطاعاتها منذ الربع الأخیر من هذا القرن تطلبت نمطا جدیدا من الاستعمار لخدمد أهداف و ضرورات التراکم الرأسمالی فی المراکز،أی تطلبت اضافة للحصول علی مستعمرات جدیدة خلق فائض اقتصادی متجدد و متزاید فی المستعمرات یمکن الاستحواذ علی جزء کبیر منه عبر التجارة و الستثمار و عملیات النهب."