ملخص الجهاز:
"و لأن الدراسات عدیدة فقد کان الهدف العقائدی غیر واضح و مبهم إلی حد کبیر فبالرغم من أن ضیاء رشوان یقول(ص 97) «فالمسألة إذن لیست مجرد حوار بین الاسلام و الناصریة بل هی المرکب الوحید القادر علی تجاوز جدل القرنین الدائو فی بلادنا:الوافد و الموروث، الأصیل و المعاصر»فانه انطلق من قناعة (ص 95)تدعی بأنه«یبدو المقام هنا مناسبا لاعادة النظر فی موقع هذا الانبعاث الاسلامی من التطو المعاصر لمصر و المجتمع العربی،فیما یسمیه الحرکة الاسلامیة الکفاحیة».
لماذا نجتهد فی البحث عن هویة للناصریة، مارکسیة تارة،و إسلامیة تارة أخری؟ألیست الاستقلالیة جدیرة بأن تکون طریقا مختلفا أم أن وصمة الکفر و محاولة التبرئة من تراث الثورة و الاخوان یدفعان إلی الالتحاق بالاسلام کإیدولوجیة راسخة؟ 7-لم تجتهد أطروحة الکتاب الأساسیة (دراسة الناصریة و الاسلام-إعادة نظر)فی مناقشة أکثر القضایا حیویة و هی العنف و موقعه من علاقة الناصریة بالاسلام أو ما یتبعه من قضایا،مثل کیفیة الوصول إلی الحکم و العلاقة الجدلیة بینهما،ثم نظرة التیار الاسلامی إلی أسلوب الحکم (الشوری-الدیمقراطیة)،:و علاقة ذلک بالهیکل الاداری و النظام السیاسی الذی تختطه الناصریة،و إمکانیة تأثیر تلک القضیة فی العلاقة السیاسیة ببین الطرفین فی تولی شؤون الامة و الخلافة و الامامة و دعائم الحکم،ثم مناقشة الفرضیات النظریة فی ضوء نظرة الطرفین لسقوط الخلاقة عام 1924،و هو ما تجنبت الدراسة التعرض له، کما تجنبت رؤیة عبد الناصر للدین کمتغیر أکید فی حیاة الشعوب،و لیس الاسلام فقط فالاقتباسات من المیثاق الوطنی و الخطب (ص 20،21)التی یدل بها الباحث علی «ربط عبد الناصر مسألة الثواب و العقاب فی الآخرة بحریة الانسان فی الحیاة،ربطها بحریة الاختیار قبل الفعل و حریة الممارسة لخطة الفعل نفسه،هذا الربط یمثل ربطا منطقیا عرفه الفکر الفلسفی الاسلامی کأساسا مستمد من العقیدة»(ص 20)."