ملخص الجهاز:
"کما نقف أمام الدافع الذی ذکر لکتابة الرسالة و تأکید التعهدات و هو«الاقتناع الجازم بالعهد الجدید الذی ینبیء به توقیع اعلان المبادیء»،فیبرز التساؤل ملحا عما فی«اعلان المبادیء حول ترتیبات الحکومة الذاتیة الانتقالیة»من ملامح هذا العهد الجدید،و ما هی الحقوق التی ستکون للشعب الفلسطینی فیه من بین حقوقه الوطنیة الثابتة غیر القابلة للتصرف التی حددتها الشرعیة الدولیة؟و نستحضر قراءتنا التحلیلیة لمسودة الاتفاق النهائیة الخاصة بهذا الإعلان،فنجد أن جل هذه الحقوق أنکرت أؤ أغفل أو اجتزئت فیه.
أول ما یلفت النظر فی هذه الرسالة حین نقارنها برسالة رئیس المنظمة أنها جاءت خالیة من أیة تعهدات کان علی رئیس الوزراء الاسرائیلی أن یتعهد بها لرئیس منظمة التحریر الفلسطینیة إذا أرید تحقیق قدر من التناظر فی هذه الاعتراف المتبادل.
و لکن التساؤل الملح حول الأسباب التی حدت بقیادة المنظمة لقبول هذا الإملاء یبرز بقوة مرة أخری،و بخاصة و أن التقویم الموضوعی للواقع القائم علی أرض فلسطین و فی منطقتنا و للصورة الدولیة یصل بنا إلی أن انتفاضة شعبنا قادرة علی الاستمرار،و إذا کان مسنا قرح فقد مس العدو قرح مثله،و أن خلل العلاقات العربیة بعد زلزال الخلیج یوشک أن یعالج،و أن العدو الصهیونی اتخذ قراره بالهروب من قطاع غزة،و أن حاجته و حاجة الولایات المتحدة للوصول إلی تسویة فی منطقتنا هی أشد من حاجتنا، و أنه کان یمکن من ثم بشیء من الصبر و باتقان عملیة التفاوض و باتمامها فی وضح النهار و بإشراک جمیع المؤسسات فی صنع القرار،الوصول إلی اتفاق مغایر تماما لروح هذه الاتفاق،معبر عن القوة المعنویة الهائلة لحرکات التحریر الوطنی،منسجم مع الشرعیة الدولیة و القانون الدولی."