ملخص الجهاز:
"و آیة ذلک أن حجم الموارد المالیة و العسکریة التی ما فتئت تحشد للدولة الصهیونیة منذ نشأتها لم یکن یوما بحجم الشعب الفلسطینی أو فی الحدود الدنیا اللازمة لقهر هذا الشعب،بل کانت تلک الموارد باستمرار من الجسامة بحیث تکفی لقهر العرب جمیعهم و إلحاق الهزائم بهم.
کما کان من شأن تلک الأحداث إطلاق النذیر لاسرائیل بأن علیها منذ الیوم السعی للتحول من قاعدة عسکریة تمولها الولایات المتحدة إلی دولة طبیعیة مقبولة فی نادی دول المنطقة،و قائمة علی امکاناتها الاقتصادیة الذاتیة ضمن اطار التعامل الاقتصادی الطبیعی مع المنطقة و مع العالم.
-15-40 إن قبول أی شرط،أو القبول من دون شرط،ببدء زوال الاحتلال عن الضفة الغربیة و القطاع،و بدء انتقال السلطات إلی الشعب الفلسطینی،هو أمر لا بد منه لطی صفحة الاحتلال و البدء باستلام الشعب الفلسطینی مقدراته،تماما کما کان توقیع قادة الیابان علی شروط ماک آرثر ببدء خروج الیابان من ظلمات الحرب و الهزیمة إلی نور البناء من جدید و الذی أصبحت معه الیابان إحدی القوی العظمی فی هذا العالم؛سوی أنه ربما کان من الأفضل لو تم التوقیع فی هذه المرحلة مع ممثلی الفلسطینیین تحت الاحتلال و لیس مع ممثلی جمیع الشعب الفلسطینی.
فالموقف العربی المستند إلی تلک المسلمة لا یملک إلا رافضا قبول اسرائیل کدولة طبیعیة و عضو طبیعی فی نادی المنطقة رفضا عنیدا غیر قابل للتعدیل إلا بمقدار ما تعدل اسرائیل من المشروع الصهیونی و تبرهن علی قبول نهائی للهویة العربیة علی أرض فلسطین و لعروبة القدس الشرقیة،و علی تخلیها النهائی عن العبث بالهویة القومیة لأقطار الشرق العربی و الإصرار علی تقویض النظام العربی و استبداله بنظام یحقق لها الصدارة و الهیمنة."