ملخص الجهاز:
"و لتقریب صورة هذا الاستقبال و الصدی الذی خلفه حضور الوفد المغربی فی مؤسسات الجامعة العربیة،نقرأ وصفا لواحد من أعمدة الحرکة الوطنیة المغربیة و ممثلیها فی المشرق العربی علی امتداد عقد الأربعینیات و جزء یسیر من سنوات الخمسینیات،و نعنی بذلک علال الفاسی35،یقول فیه:«و فی 7 فبرایر سنة 1946 وصل وفد من المنطقة الخلیفیة لدی رجال الجامعة العربیة و هو مرکب من الأستاذین المحترمین امحمد أحمد بن عبود و السید محمد الفاسی،و قد احتفلت به مصر احتفالا شائعا و أبدت الصحافة العربیة به اهتماما لا مزید علیه،کما تشرف بمقابلة جلالة ملک مصر الذی أضفی علیه من عطفه الملکی ما یدل علی اهتمام جلالته بتقدم المغرب العربی و تحرره،و قد قدم الوفد مذکرات و تقاریر عن الحالة فی المغرب إلی مؤتمر ملوک العرب و رؤسائهم بأنشاص و مؤتمر بلودان و إلی مجلس الجامعة»36.
حدثان مهمان جدیران بالتأکید و نحن بصدد تحلیل دور الجامعة العربیة فی مجال الدفاع عن قضایا الاستقلال و التحرر فی المغرب العربی:أولهما دعم الجامعة انعقاد مؤتمر المغرب العربی(شباط/فبرایر 1947)و مساندتها توصیاته و قراراته،و ثانیهما التفهم و التشجیع و المؤازرة التی أبدتها الجامعة و بعض شخصیاتها المرموقة حیال حدث لجوء المجاهد محمد بن عبد الکریم الخطابی إلی مصر(29-30 أیار/مایو 1947).
و الواقع ان مسألة تدویل القضیة المغربیة قد غدت شبه قناعة ثابتة لدی قیادة الحرکة الوطنیة منذ أن أصبح شعار الاستقلال و«الاستقلال قبل کل شیء»57،موجها مرکزیا لنضال الوطننیین و مقاومتهم الاستعمار الفرنسی و أسالیبه،بدلیل أن الاتصالات الأولی الهادفة إلی التعریف بالقضیة المغربیة دولیا،قد شرع فیها مباشرة بعد تقدیم عریضة الاستقلال(11 کانون الثانی/ ینایر 1944)،حین قامت ثلة من الوطنیین المغاربة58بتسلیم مذکرات و تقاریر إلی الوفود العربیة (51)للتدقیق فی هذه النقطة،انظر:امحمد بن عبود و جاک کانی،«مؤتمر المغرب العربی سنة 1947 و بدایة نشاط مکتب المغرب العربی فی القاهرة:عملیة ابن عبد الکریم."