ملخص الجهاز:
"و فی الأقطار التی یغلب علیها الطابع الزراعی،فإن الغالبیة العظمی من النساء النشیطات اقتصادیا یعملن فی القطاع الزراعی حیث تبلغ نسبتهن إلی اجمالی النساء النشیطات 2,92 بالمئة،و یمکن تفسیر اشتراک نسبة عالیة من النساء العربیات فی القطاع الزراعی،إذ إن قسما کبیرا من السکان العرب یقیمون فی الریف و أن المزارع من النوع الأسری السائد،و من الناحیة التقلیدیة تقوم المرأة بمساعدة زوجها فی المزرعة،اضافة إلی أن العمل الزراعی لا یتطلب أی تعلیم إلا التعلیم عن طریق الممارسة و الخبرة.
م-بالرغم من أن بعض الوسائل الاعلام العربیة فی سوریا و الأردن و فلسطین قد بدأت بتقدیم المرأة العربیة فی أدوارها المختلفة کزوجة و أم و ربة بیت و امرأة عاملة،تشارک فی عملیات التنمیة و الحیاة السیاسیة،إلا أن معظمها لا تزال ترکز علی الأدوار التقلیدیة للمرأة و اهتماماتها علی حساب الأدوار الأخری لها،کشریکة فی الانتاج و بناء الأسرة و فی اتخاذ القرار،و کمساهمة فی مختلف جوانب الحیاة و العمل و الخلق و الا بداع الفکری و الفنی و الثقافی،و کإنسانة تتساوی مع الرجل فی الحقوق و المسؤولیات.
ولو عرضنا لبعض النصوص القانونیة الخاصة بالمرأة العربیة،لما وجدنا إلا اختلافا ثانویا بین الأقطار العربیة المختلفة،فالدستور السوری الصادر عام 1970 ینص فی المادة 45 علی أن تکفل الدولة للمرأة جمیع الفرص التی تتیح لها المساهمة الفعالة و الکاملة فی الحیاة السیاسیة و الاجتماعیة و الثقافیة و الاقتصادیة،و تعمل علی ازالة القیود التی تمنع تطورها و مشارکتها فی بناء المجتمع العربی الاشتراکی.
و من الطبیعی أن یجد الرجل العربی الذی مارس السلطة قرونا طویلة صعوبة فی تکییف سلوکه تجاه المرأة،بحیث یتیح لها الآن الفرص نفسها التی تتاح له،و یقبلها شریکا متکافئا،و لکنه یجب ألا یرفض عقلیا هذه الفکرة لصعوبتها و یبحث عن العلل و الأعذار حتی یتهرب من تطبیقها،فیبقی المرأة علی حالها (8)مصطفی حجازی،التخلف الاجتماعی:مدخل إلی سیکولوجیة الانسان المقهور،الدراسات الانسانیة، علم النفس(بیروت:معهد الانماء العربی،1976)،ص 207-208."