ملخص الجهاز:
"نعم ما تشدد العرب او خاصتهم فی قبول بعض الألفاظ الأعجمیة بادئ بدء تشددهم فی اللحن و الزرایة علی من یرتکبه لان الجمهور لا ینتظر فی شؤونه الیومیة الحافزة صدور ارادة الخاصة فی اختیار اللفظ الفلانی دون غیره بل یسارع الی تلقف ما یعرض له بادئ الرأی مؤثرا الطریقة العملیة السهلة و یتشرب الألفاظ التی تکاد تکون مرتجلة ترسخ فیه بکثرة التکرار و یغدو من المتعذر نزعها و الاستعاضة عنها بمصطلح آخر أتی (1)کلمة السید محمد کرد علی رئیس المجمع العلمی العربی یوم افتتاح الدورة الرابعة عشرة لمجمع فؤاد الأول للغة العربیة فی غرة ربیع الأول سنة 1367 هـ و 12 من کانون الثانی 1948 علی أصول الوضع الصحیح.
من الصعب تعیین زمان دخول کل لفظة بعینها لأن اللهجات لا ضابط لها و لا هی مدونة یأسرها فمن الواجب وضع معجمات لها کما تراهم فی الغرب وضعوا معاجم للألفاظ العامیة و أخری للألفاظ المحرفة و معاجم للغة أرباب الدعارة و اللصوص یعبرون عنها بالفرنسیة بکلمات Jargon,Baragouin,Patois,Argot و فی بعض کتب الجاحظ الفاظ کثیرة من هذا القبیل لا تعترف بها الفصحی و کان تدوین ابی عثمان لها من مزایا لغتنا و اتساع صدرها لکل جدید ما سبقت لها معرفته و الحمد لله علی ان المجمعیین لم یعترضوا علی بعض ما وضع مثل ثلاثة الفاظ افرنجیة و هی فیلم و ترام و سینما فأقروها راضین و مثل مخیم و مصح و معزل و هی مشتقة من اصل عربی و ربما تفننوا و اطلقوا أکثر من اسم علی مسمی واحد کما وقع للمقدسی البشاری صاحب کتاب احسن التقاسیم فی معرفة الأقالیم مع أمتع کتب الجغرافیة عند العرب فقد اسماه الناس خلال رحلته بستة و ثلاثین اسما دعی بها المسکین و خطوب فأطلقوا علیه المقدسی و الفلسطینی و المصری و المغربی و الخراسانی و السلمی و المقرئ و الففیه و الصوفی و المولی و العابد و الزاهد و السیاح و الوراق و المجلد و التاجر و المذکر و الامام و المؤذن و الخطیب و الغریب و العراقی و البغدادی و الشامی و الحنفی و المؤدب و البکری و المتفقه و المعلم و الفرائضی و الأستاذ و الدانشمند و الشیخ و النشاسیة و الراکب و الرسول."