ملخص الجهاز:
"و ذاک فی شهر ربیع الأول للیلتین بعد عشر کمل فسرت الأنصار بالمهاجره و کلهم یؤثر دار الآخره و احتشدت لحربه القبائل فثبت الحق و زال الباطل فلم یزل فی یثرب مهاجرا عشر سنین غازیا و نافرا حتی إذا ما ظهر الإیمان و خضعت لعزه الأوثان و بلغ الرسالة الرسول و وضح التأویل و(التنزیل) و عرف الناسخ و المنسوخ و کان من هجرته التاریخ ناداه من رباه فاستجابا من بعد ما اختار له أصحابا عدلهم فی محکم الکتاب لعبده و لذوی الألباب *** قام ابوبکر الذی ولاه أمر صلاة الناس و ارتضاه فعاش حولین و عاش أشهرا ثلاثة تزید ثلثا أوفرا و مات فی شهر جمادی الآخره یوم الثلاثاء لسبع غابره و کانت الردة فی أیامه فصلح النقض علی إبرامه و قام من بعد أبی بکر عمر فبرزت أیامه تلک الغرر تضعضعت منه ملوک فارس و خرت الروم علی المعاطس أسلم کسری فارس إیوانه و أصبحت مفروسة فرسانه و أجلت الروم عن الشآم و أدبرت مخافة الإسلام و دانت الأقطار للفاروق و اتسعت علیه بعد الضیق و وهب الله له الشهاده جاء فدلته علی السعاده و ذاک من بعد سنین عشر و شطر حول یا له من شطر و قام عثمان بن عفان عشر بالأمر ثنتی عشرة ثم مضی مستشهدا علی طریق الحق لم یثنه عنه بباب1الطرق و فوض الأمر إلی علی الهاشمی الفاضل الزکی فقام بالأمر سنین أربعا و تسعة من الشهور شرعا ثم مضی مستشهدا محمودا عاش حمیدا و مضی مفقودا و کان هذا عام أربعینا منها انقضت من عدة السنینا و انتقل الأمر عن المدینه و کان حقا ما روی سفینه2 عن النبی فی ولاة الأمه من الملوک و من الأئمه *** ثم تولی امرهم معاویة فعاش عشرا بعد عشر خالیه (1)کذا و لعله«بنات الطرق»یرید بها بنیات الطرق و هی الطرق الصغار تتشعب من الجادة و الترهات و منه المثل«دع بنیات الطریق»أی علیک بمعظم الأمر و دع الروغات."