ملخص الجهاز:
"و قد تضطرهن الحال الی الخضوع لاطماعهم و الفاقة أم الجرائم و منهن فاعلات یسرن بحملهن الثقیل من طین أو حجارة بین رجال لاخلاق لهم فتخرجن من عفتهن مضطرات و کل هذه الاعمال شاقة متعبة قد یضطر النساء الی ترکها و الانصراف الی ما هو أسهل من اسباب الفجور کل هذه الحرف الشاقة الدنیئة مباحة لنساء مصر الآن و هی لاضمان فیها علی الشرف و الآداب خصوصا اذا أضفنا الی ذلک جهل النساء و خضوعهن لسلطة الرجال فکیف نحرم علیهن العمل بما هو ارقی و أشرف بدعوی أن الدین یحرمه أو أن العادات تمنعه و لقد جاء فی الشریعة الاسلامیة أن الخادم یجوز لها کشف ذراعیها امام سیدها لاضطرارها الی ذلک اثناء العمل مما یدل علی أن الشرع الاسلامی لم یحرم علی المرأة العمل حتی فیما یخل بحجابها فمن المحال أن یمنعها من غیره من الاعمال الشریفة علی بان قیام المرأة بتلک الاعمال الشریفة السامیة أضمن لیانتها خصوصا و هی متعلمة تعرف قیمة الشرف و لا شک ان تترفع عن الرذائل إن وقوف المحامیة أمام السلطة القضائیة ذلک الموقف المهیب أعف و أطهر من وقوف البائعة امام فئة ساقطة من سفلة الناس و دخول الطبیبة فی دروس الطب مع الرجال أشرف من دخول الدلالة الجاهلة حوانیت البیع و الشراء لان الاولی یحترمها الرجال و یخشون أن یسقطوا امامها لما لها من المکانة العلمیة أما الثانیة فهی مهینة یطمع فی جانبها سفهاء الرجال اشترک نساء أوروبا مع الرجال فی مثل هذه الاعمال السامیة و کانت نتیجة هذا الاشتراک نجاح الامم الغربیة فتری السیدة عالمة بالفن الذی یشتغل به زوجها فهی تقوم باصلاح منزلها مدة غیابه عنه حتی إذا عاد من عمله جلست معه یتفاوضان فیما یجب لاصلاح شأنه ور بما اشارت علیه بما فیه الخیر و النجاح و لا شک أن رجلا یعمل برأیین أفضل من ذلک الرجل الذی انما یعمل بمجرد رأیه لجلهل امرأته باعماله."