ملخص الجهاز:
"ثم هجمت بعد تعدیلها علی مجلس النواب الجدید فحلته مساه انعقاده لنفس السبب الذی حلت به القدیم و أجلت الانتخاب الغیره الی أجل غیر مسمی،و شرعت بعد ذلک فی تعدیل قانون الانتخاب بروح الثورة التی دبت فیها و علی الطریقة التی اتبعتها فی قلب النظام النیابی،فلم تحفل فی هذا التعدیل بکثیر من أحکام الدستور بل أخلت بها و لم تحترم مصلحة الجمهور بل خالفتها و تحرت بکل دقة الابواب التی اظهرت التجربة أن الامة دخلت منها لاظهار رغبتها الصحیحة فسدتها و أحکمت سدها و فتحت للتأثیر علی هذه الرغبة و افسادها ابوابا کثیرة و وسعت فحتها ان الوزارة لم ترم بهذه السلسة من الجرائم الدستوریة الا الی غرض واحد هو الذی تملکها و استغرق مشاعرها و هو اتمام الثورة علی الدستور و هدم سلطة الامة التی قامت علیه و أوجب هو احترامها و لقد اخذ انصار الوزارة یبررون هذا الانقلاب الفظیع لذاک الغرض الاثیم و یبحثون عن کفارة للحنث فی القسم المقدس الذی صدر أمام الله و الناس علی احترام ذلک القانون و بعد ان کدوا القرائح و أجهدوا عقولهم لم یأتوا إلا بأقوال فارغة لیس فی الحقیقة و الواقع ما یؤیدها،فزعموا ان الانتخابات الاولی و الثانیة اختارت للبرلمان أعضاء غیر أکفاء و ان أکثر هؤلاء الاعضاء من ذوی العقول الطائشة و الاغراض السافلة!و هو زعم کاذب تشهد بکذبه المداولات التی جرت فی البرلمان و القرارات التی صدرت منه."