ملخص الجهاز:
"فنحن نضل فی تیه الدهشة حین نری الخوارق و الاعاجیب و ما لم یرد علی الاسماع قریبة منا هذا القرب الحمیم» هذه قدرة لم یضارع شکسبیر فیها أحد من شعراء الارض قاطبة،و لم ینبغ فی الغرب شاعر یسوغ للشهرة و العبقریة ان تسولا له التطاول الی مقامه الا شهد له بهذه المنزلة التی لا تطاول و اعترف بها اعتراف من یقر بعظمة الله فلا غضاضة فیها و لا عار،اذ هی قدرة شذت و انفردت حتی علت علی الانانیة و العصبیة و اصبحت من عجائب الطبیعة التی لا یضیر المرء ان یشهد بها لهذه الامة أو لتلک،و لا یخطر له ان ینکر الشلال علی نیاجرا أو الدر علی البحار،فلیس شکسبیر بانسان من الناس فی هذا الاعتبار و لکنه خارقة الهیة لا یدخلها الناس فیها بینهم من المنافسات و الموازنات،بل لقد اتخذ بعض (1)هو الاله الذی صنع الانسان فی أساطیر تدماء الیونان النقاد هذه الخارقة فیه سبیلا الی انتقاصه فقالوا انه قطعة من الطبیعة العمیاء و انه یبنی شخوصه کما یبنی النحل خلایاه بلا قصد و لا علم و لا احتمال للغلط و لا فضل فی الاتقان."