ملخص الجهاز:
"هذا البناء المغربی ضروری ثانیا لأسباب ذات طابع سیاسی:إذا کان یجب علی قوی اقتصادیة و عسکریة و سیاسیة مثل أوروبا و الصین أو الیابان أن تساوم و تقاوم دوریا لکی لا یقع ابتلاعها من قبل القوی العظمی،فماذا یمکن ان نقول إذن عن البلدان المغربیة؟إذا ترکنا جانبا شوفینیة عظمة الدولة و جنونها،فمن الواضح أن المغرب العربی المجزأ قد أصبح رقعة مفتوحة لا تجد القوی الکبری غطاء للتحکم فیها سوی البیادق.
إذن،لم تؤد السیاسات الاقتصادیة المتبعة الی خلق جدلیة تبادل بین الدول:فمثلا ماذا یمکن للصناعة الجزائریة أن تقترح علی البلدان الاخری و هی صناعة تحقق 5 بالمائة أو 6 بالمائة من النمو الصناعی قیاسا الی حجم لا یقدر من التوظیفات برأس المال الثابت؟ من جهة اخری،لا یمکن ایضا قبول الاطروحة الارادیة التی تری أن بناء المغرب العربی حقیقة موجودة فی قلوب الشعوب،کتناقض مع شوفینیة الطبقات الحاکمة لکل شعب من هذه الشعوب،حقیقة لا تتطلب الا أن تصبح أمرا راهنا و مسجدة.
لکن هذه الجبهة الاجتماعیة لا یمکنها أن تضمن شروط النجاح فی النضال من أجل المغرب الاشتراکی و الدیمقراطی،إلا إذا توصلت الی التغلب علی عائقین:من جهة،إنه من الضروری التفکیر الآن حول،و تقدیم اقتراحات من أجل،فک الهیمنة عن الشرائح الاجتماعیة العریضة المتعدة من قبل التنمیة الرأسمالیة:فهذه الشرائح،التی لا تنطبق علیها مفاهیم البرولیتاریا الرثة أو الهامشیین،تشکل عقبة أمام تشکیل أی حرکة اجتماعیة و سیاسیة فی المغرب العربی:أولا لأن مشروعا تاریخیا للتحرر و الانعتاق یجب أن یحل بالدرجة الأولی مشاکلها الاجتماعیة(الخبز،العمل،التربیة،السکن،الصحة،..."