ملخص الجهاز:
"و اتسم ثانیا بالانقسام، فعلی الرغم مما خرجت به بیانات المجلس الوزاری السابق علی انعقاد قمة شرم الشیخ فی الأول من آذار/مارس الماضی من قرارات تشیر إلی ضرورة عدم تقدیم تسهیلات عسکریة للولایات المتحدة الأمریکیة فی عدوانها علی العراق أو عدم المشارکة فی هذا العدوان،الا أن عددا من النظم العربیة اختار أن ینتهک هذه القرارات صراحة أو ضمنا، و هو ما یفضی بنا إلی السمة الثالثة التی میزت موقف النظام العربی الرسمی و هی عدم الفاعلیة،فمن المنطقی و الأمر کذلک-أی و القول یناقض الفعل-أن یغیب أی تأثیر للمواقف العربیة الرسمیة الجماعیة المعلنة و أن تفقد هذ المواقف صدقیتها بالکامل.
لا یمکن لأحد بطبیعة الحال أن یدافع عن الحالة الراهنة للجامعة العربیة،غیر أنه یجب أن یکون واضحا أن نقطة النطلاق نحو جامعة عربیة أکثر فعالیة لا یمکن أن تبدأ بهدم البناء الموجود،ذلک أن إعادة البناء سوف تکون مستحیلة فی الظروف الراهنة، ناهیک عن أن یتم البناء علی أسس أفضل،و من ثم فإنه من الضروری التمسک ببقاء الجامعة أولا و بالالتزام بمیثاقها و الاتفاقات المعقودة فی إطارها،و منها بالمناسبة اتفاقیة الدفاع المشترک التی کان من الممکن فی حال تطبیقها أن تجنب الأمة و لو جزءا من تداعیات العدوان الأمریکی علی العراق،بالإضافة إلی عشرات القرارات التی لم یتم الالتزام بها علی الرغم من صدورها بالتراضی،و کان من الممکن لو تم تنفیذها أن یتطور أداء الجامعة إلی مستوی أفضل بکثیر،و فی الوقت نفسه ینبغی الالتفات إلی محاولة إصلاح العلاقات العربیة-العربیة باعتبار أن هذا الإصلاح هو وحده الکفیل بتفعیل أداء الجامعة،و إن کان-أی الإصلاح-یبدو مهمة شاقة فی ظل أوضاع النظم العربیة الراهنة، و مع ذلک فإن جسامة الخطر التی صارت تطول الجمیع دون تمییز تستحق المحاولة."