ملخص الجهاز:
"و أشار الباحث إلی أن اجتیاح الضفة الغربیة فی أواخر آذار/مارس 2002 أدی إلی نجاح الأذرع العسکریة للفصائل الخمسة الکبری(فتح-حماس -الجهاد-الشعبیة-الدیمقراطیة) و المسلحة لصد أی عدوان محتمل علی قطاع غزة،بالاتفاق فی 6 نیسان/أبریل 2002 فی غرة علی التعاون و تبادل الخبرات،لکن هذا التنسیق المیدانی العسکری لا یشکل بدیلا من التنسیق السیاسی الذی یبقی مطلوبا لصون الانتفاضة،و لا سیما مع بروز تصریحات رسمیة فلسطینیة تتحدث عن «عسکرة الانتفاضة»و بروز المخاطر الناجمة عن المطالبة الأمریکیة-الإسرائیلیة بإصلاح السلطة الفلسطینیة و جمع سلاح الفصائل.
و ذکر الباحث عددا من السمات التی حکمت تدخل النظم العربیة فی الشأن الفلسطینی،منها:سیادة الرؤیة القطریة و غیاب الرؤیة الاستراتیجیة الجامعة،و عدم تأسیس المواقف العربیة علی قراءة موضوعیة لتاریخ الصراع الممتد مع التحالف الاستعماری الصهیونی،و انشداد النظم العربیة مصلحیا إلی الولایات المتحدة و عاطفیا إلی الشعب الفلسطینی،مما جعل تأثیر النظم فی الأولی ضعیفا و فی القیادة الفلسطینیة قویا،و عدم أخذ رغبات الشعب الفلسطینی بالاعتبار-و هو مستعد للمقاومة و التضحیة فی سبیل وطنه-و ترکیز النظم العربیة علی إجهاض الحراک الوطنی الفلسطینی إما استجابة للضغوط الخارجیة أو تحسبا من تداعیاته علی الصعید الداخلی فی ساحة النظام العربی المتدخل فی الشأن الفلسطینی.
و کانت القضیة الفلسطینیة هی المسرح الأهم الذی تجلت فیه إزمة الشرعیة الدولیة،بحیث أفضت الأمم المتحدة إلی حالة من الشلل،و من علامتها:استحالة إدانة إسرائیل بسبب وجود الفیتو الأمریکی داخل مجلس الأمن،و عجز الأمم المتحدة عن التصدی للقانون الأمریکی الصادر فی 8 تشرین الثانی/نوفمبر 2002 بالاعتراف بأن القدس عاصمة أبدیة لإسرائیل،و تنفیذ قرارات المجلس التی تهم واشنطن-کما حدث فی حالة العراق-و صمت مجلس الأمن عن الجرائم الإسرائیلیة فی فلسطین."