ملخص الجهاز:
"اما مرکز التعلیم فی العصر العباسی فقد شهدت هی الاخری تطورا کبیرا،فالی جانب المسجد و المکتب ظهرت المدرسة و الحلقات و دور العلم و الحکمة فکان التلامیذ یترددون علیها بعد ان یختموا القرآن و یتعلموا مبادیء القراءة و الکتابة و العلوم الدینیة الاولیة یوفدون الی المدارس و الحلقات لتعلم العلوم الاخری و التخصص فی نوع منها أو التوسع فی بعضها و الوقوف علی اخبار العرب و أیامهم و روایة الشعر و السیرة و التاریخ و الحساب و الفلک و العلوم الاخری،و تمثل هذه المرحلة مرحلة متقدمة فی التعلیم بعد الدراسة الاولیة فی الکتاتیب.
و لا بد ان ننوه هنا بدور الاوقاف فی تأسیس المدارس و المکتبات و لدینا شواهد کثیرة تؤکد الخدمات الجلیلة التی أدتها«مؤسسة الاوقاف»علی الصعیدین العلمی و الثقافی من تأسیس المدارس و المکتبات و وقف الکتب و المخطوطات علیها فقد ذکر الصابی انه فی شهر رجب من سنة 452 هـ وقف غرس النعمة دار کتب بشارع ابن ابی عوف من غربی مدینة السلام و نقل الیها نحو الف کتاب».
و نجد مثل هذا النظام متبعا فی مدارس الموصل،فعندما انشأ الحاج حسن باشا الجلیلی و زوجته فردوس خاتون مدرسة بالموصل اوقف علیها من کتبه تحوی مخطوطات متنوعة تبحث فی مختلف العلوم و الادب و جلب لها أول الکتب المطبوعة من الاستانة،و قد جاءت الوقفیة محتویة علی شروط کان الواقفان قد اشترط ضرورة الالتزام بها مما یدل علی ان الواقفین قد تنبها الی بعض المظاهر السلبیة التی کانت فی المکتبات الاخری کتراکم الاتربة فوق الکتب دون ان تمد ید لتنظیفها فوضعا شرطا فی ان یقوم«خازن الکتب بمسح الکتب کل ثلاثة أشهر مرة فضلا عن قیامه بکنس المکتبة»52."