ملخص الجهاز:
"حسیب إلی أن المرکز، بتنظیمه لهذه الندوة،یعتقد أنه قد آن الأوان لإجراء دراسة شاملة للصراع العربی- الصهیونی فی مرحلته الراهنة،و ذلک لتحقیق أربعة أهداف: «أولها:تقدیم قراءة قومیة للصراع،مع تحدید العدو بدقة،و معرفة واقعه بجوانبقوته و جوانب ضعفه،من ناحیة،و لحقائق عملیة التسویة الجاریة و القادمة و نتائجها، و بخاصة التسویات النهائیة المتوقعة،من ناحیة أخری،و إشاعة تلک القراءة و حقائقها علی أوسع نطاق،بما یخدم أهداف التوعیة و التعبئة و تنشیط الذاکرة التاریخیة و تحصین الإرادة العربیة الشعبیة،استنادا إلی فهم مشترک و رؤیة مشترکة.
کما قام بدراسة الموارد الاقتصادیة الداخلیة و الخارجیة المخصصة للصراع بشکل مباشر أو غیر مباشر،مع الترکیز علی العلاقة بین الاقتصاد الاسرائیلی و حالات الصراع-من ناحیة،و حالات التسویة-من ناحیة أخری،و نواحی القوة و الضعف فی هذا الاقتصاد؛و بخاصة فیما یتعلق بالموارد الخارجیة و الاعتماد المتزاید علی الأسواق الخارجیة،و قدرة الصناعة المحلیة علی التطور،و الحاجة المتزایدة إلی النفط و مصادر المیاه.
ثم انتهی البحث إلی نظرة مستقبلیة لموقع و خصوصیة الصراع العربی-الصهیونی،فی النظام العالمی المتغیر،فی ضوء دراسة التطورات و المتغیرات الجاریة علی المستویات الاقلیمیة و العالمیة،فضلا عما یجری داخل اسرائیل ذاتها،و داخل الدول العربیة أیضا، و کذلک ما یلحق بالفلسطینیین شعبا و أرضا، بالإضافة إلی استشراف مستقبل وظیفة اسرائیل و موقعها بالنسبة للولایات المتحدة و للغرب عموما.
و هذا الأمر یتعلق لیس فقط بمأزق مقارنة الإمکانات و نوعیتها و احتمالاتها المستقبلیة،و إنما أیضا بقضیتین علی جانب کبیر من الأهمیة: أولاهما:ترکز علی مهام التحریر و تحدید القوی التی یمکن أن تنهض بها،و ثانیتهما: الرؤیة اللازمة للنهوض؛فالجانب الإسرائیلی لدیه«رؤیة صهیونیة»واضحة و محددة، ربما منذ انعقد المؤتمر الصهیونی الأول فی بال بسویسرا عام 1897،بینما یفتقد الجانب العربی إلی مثل هذه«الرؤیة»، و بخاصة إذا وضع فی الاعتبار أن«مفهوم الرؤیة»فی هذا السیاق یرتبط بالضرورة بالآلیات و المؤسسات کما بالإرادة."