ملخص الجهاز:
"و عندما وقع أول اشتباک مسلح بین القوات المصریة و القوات الإسرائیلیة فی«معرکة رأس العش»یوم 1/ 7/1967،کانت ظروف القتال کما هی لم تتغیر عن ظروف المیدان فی 5 حزیران/ یونیو 1967؛الجندی و السلاح و الأرض،إلا أن شیئا واحدا کان هو الذی استجد،و هو بروز روح القتال،التی استمدتها القوات المسلحة من«ثورة الشعب المصری»،ضد الهزیمة،مما أدی إلی نجاح المعرکة،التی کانت إیذانا باستئناف الصراع المسلح بین مصر و إسرائیل علی مدی ثلاث سنوات.
أما علی المستوی الدولی،فقد خصصه الکاتب لعرض العلاقات بین مصر و الاتحاد السوفیاتی،حیث حدد معادلة المصالح المتبادلة بین الطرفین،و أسلوب جمال عبد الناصر فی استثمار هذه المعادلة لمصلحة العرب،حیث کان الوجود السوفیاتی فی المنطقة،و السعی إلی تکثیفه،هو العامل الحاسم فی تحقیق هذا الهدف،بقدر ما کان حافزا فی الوقت نفسه لطلب المزید من المعونات العسکریة و الاقتصادیة التی ساهمت فی استمرار الصمود المصری و السوری ضد السیاسات الإسرائیلیة و الأمریکیة.
و یؤکد الکاتب أن جمال عبد الناصر لعب دورا مباشرا و أساسیا فی دفع هذا التخطیط الاستراتیجی،فی شقه العسکری-مع متابعة تطوره و نموه کل ثلاثة أشهر-و بخاصة من ناحیتین:الأولی الناحیة المعنویة؛حیث کان لزیاراته للجبهة و لقاءاته مع الجنود و الضباط أکبر الأثر فی تنمیة الوعی و الحماس لدی المقاتلین،و تنمیة عقیدة القتال التی تأکدت کرسالة حتمیة بین کل القوات، حیث کان یؤکد باستمرار«ان الحرب حتمیة»،بل لقد طلب تکوین لجنة للحرب النفسیة مهمتها إعداد خطة للحرب النفسیة المضادة ردا علی الحملة الإسرائیلیة لتدمیر معنویات العدو.
و یضیف الکاتب:«إن هذه الإحاطة-و لا أقول الإنذار-من الرئیس عبد الناصر إلی الرئیس نیکسون لم تأت إلا بعد أن استکملت القوات المسلحة الصمریة بناء قوتها علی أسس علمیة،و مارست فی الوقت نفسه القتال الشرس مع العدو الإسرائیلی شرق القناة،و بعد فشل سیاسة العصا الغلیظة التی اتبعها کیسنجر و إسرائیل ضد مصر»، فضلا عن نجاح مصر فی بناء حائط الصواریخ الهائل غرب القناة."