ملخص الجهاز:
"علی أنی لا حظت علی هؤلاء الأعلام،أنه ما من مؤلف إلا یبتدیء تألیفه بالثناء علی نفسه،و الامتداح لها،و بیان ما حصله من العلم،و ما وقف علیه من التحقیق؛و هذه صفة لا تزال من لوازم العلماء،و هی نقص کبیر:غیر أن ما وقع فیه السید الشریف کان أبعد عن جادة الاعتدال،فقد رأیته یتنقص من سبقوه إلی شرح المفتاح،و هو-بطبیعة الحال-یعنی شیخه السعد،و شیخ السعد القطب؛فقد ألف السعد شرح القسم الثالث من المفتاح فی مدینة سرخس سنة 786 هـ و بعده بتسع سنوات ألف السید شرحه لهذا القسم؛و قد ذکرنا أن السید قرأ شرح المفتاح للقطب فی بدء دراسته.
مناظرته مع أستاذه:لعل مناظرته مع السعد من أشهر المناظرات العلمبة،و قد کان لهذه المناظرة صدی عال فی عصرهما،و دوی مرتفع،و اختلاف فی شأنها بین العلماء،و بقی لها هذا الشأن زمنا طویلا بعد عصرهما،حتی ألفت فیها الکتب و وضعت الرسائل لترجیح رأی أحدهما؛و یغلب علی ظنی أنه جرت بینهما أکثر من مناظرة،و لکن رویت لنا مناظرتان حدثتا فی مجلس تیمور،کان موضوع الأولی(کون إرادة الانتقام سببا فی الغضب،أو الغضب سببا فی الانتقام)، و کان موضوع الثانیة(اجتماع الاستعارة التبعیة و التمثیلیة فی کلام صاحب الکشاف فی قوله تعالی أولئک علی هدی من ربهم).
و قد تأکد عندی أن هذه خرافة،لأن الحفید توفی سنة 906 ه فمهما طال عمره فلن یدرک السید إلا طفلا، اللهم إلا إذا کانت جرت هذه القصة مع حفید آخر من أحفاد السعد غیر هذا المشهور،و سواء أکانت أسطورة أو کان لها ظل من الحقیقة،فإنها تدل علی ما کان یشغل أذهان الناس من أمر هذه المناظرات و المنافسات بین العالمین الکبیرین."