ملخص الجهاز:
"و هذا مهم فی حد ذاته لکونه إشارة إلی إمکانیات الإغناء الناتجة من تعدد الخلفیات الثقافیة للباحثین،إلی جانب کونه دلیلا آخر علی تحول جامعة بیرغن إلی واحد من أهم مراکز الدراسات السودانیة حیث یعمل فیه بشکل دائم أو مؤقف منذ فترة عدد من المتخصصین الأجانب و السودانیین.
الاطروحة القومیة/الإثنیة التی یمکن استشفافها من هذه المصطلحات و التأویلات مشبعة،من ناحیة أحری،بروح المرکزیة الجنوبیة إلی حد بعید،إذ إنها تشی بتوجه غیر عربی-إسلامی للشخصیة فوق- القبلیة الجنوبیة المأمولة یجنح نحو الضدیة، أکثر من المغایرة المفهومة و المشروعة تماما، لأن المؤلف یرفض مسبقا،و بأکثر من طریقة،فکرة التفاعل مع الحضارة العربیة و الدین الإسلامی کأحد الخیوط العدیدة للنسیج المتمیز للاثنیة الجنوبیة الموحدة.
تطور هذه الحرکة بأحزابها التقلیدیة قد تجمد بعد ذلک بفترة عند ما حققته علی الصعد کافة،فاتحة الطریق بذلک للانقلابات العکسریة و تمدید تلک الانجازات،فإن تطور مفهوم العروبة،بعلاقة الترابط و الانفصال بینها و بین الإسلام،لم یتوقف،إذ حقق انفصاله النهائی عن المقاییس العرقیة عندما اندمج مع قضیة العدل الاجتماعی و الدیمقراطیة لدی عقلیات و تیارات سیاسیة تشکل جزءا من القوی الاجتماعیة و السیاسیة السودانیة الجدیدة المتشریة بمفهوم للوطن السودانی یتسع للمواطنین کافة،علی تنوع انتماءاتهم القومیة و الدینیة، و علی اختلاف التوجهات الفکریة لتلک القوی بذلک،فإن مرجع التداعی السریع هو اختلال التوازن السیاسی لمصلحة القوی التقلیدیة2بصرف النظر عن هویتها القومیة و الدینیة،و لیس مفهوم معین للوطنیة السودانیة (2)انظر تحلیلا تفصیلیا لهذه الأطروحة فی:عبد العزیز حسین الصاوی،«أزمة السیاسة و المجتمع فی السودان:الریف و المدن،»الحیاة 21/10/1995."