ملخص الجهاز:
"و لا شک فی أن هذه«الاستمراریة»فی انعقاد دورات المؤتمر،منذ عقد دورته الأولی فی تونس عام 1990،تمثل ظاهرة إیجابیة،فی حدود ما هو سائد فی الوطن العربی،و تتجاوز بکثیر ما هو شکلی فی هذا السیاق،و ذلک لعدة اعتبارات:أولها:أن المؤتمر لا یمثل تنظیما سیاسیا،لا یسعی إلی ذلک،بل إنه لا یمثل حتی مؤسسة منضبطة بالمعنی الدقیق للکلمة،و إن کان یعتمد الأسلوب المؤسسی المنضبط فی العمل و ثانیها:ان المؤتمر یعتمد تماما علی الموارد الذاتیة لأعضائة،فی زمن شح فیه العطاء من أجل لأمة.
و لقد بدا المؤتمر سباقا فی الزمان و المکان التأکید علی ضرورة«الحل القومی العربی»لما یواجه الأمة العربیة من تحدیات قائمة،فی حینه،أی تحدیات التجزئة و التخلف و التبعیة فضلا عن التحدی الصهیونی.
ثم جاءت کلمة الافتتاح الثانیة،من الأمین العام للمؤتمر الأستاذ عبد الحمید مهری، لکی تعکس حقائق الزمان و دلالاته،حیث«القضایا المطروحة للنقاش یکتنفها جمیعا شعور لدی الجماهیر العربیة بأن الحکومات و الأحزاب العربیة و التنظیمات الشعبیة علی اختلاف منطلقاتها الفکریة و السیاسیة،عاجزة عن حل القضایا أو المساهمة فی حلها.
و من ثم أبرز التأکید علی الترابط بین حقائق المکان و الزمان،حیث أشار إلی«أن المؤتمر القومی العربی عمل منذ نشأته علی ابراز الصورة الثانیة للأمة العربیة،صورة الصمود و المقاومة، التی تتجلی فی لبنان و فلسطین و العراق،کما فی مظاهرات الجماهیر العربیة الغاضبة،فضلا عن جهود العدید من المثقفین و المفکرین ضد التطبیع و الاستسلام،علی امتداد الوطن العربی من المحیط إلی الخلیج.
ریاض الریس ورقة أخری فی السیاق نفسه بعنوان:«المؤتمر القومی العربی التاسع فی بیروت:نظرة نقدیة و دعوة لتأسیس حزب دیمقراطی»،و لم تلق التجاوب نفسه حیث اعترضت أغلبیة المداخلات علی منهج النقد ذاته-من ناحیة،و علی الدعوة لتحویل المؤتمر إلی حزب لمخالفتها الصریحة للنظام الأساسی و لتوجهات هذه الأغلبیة-من ناحیة أخری."