ملخص الجهاز:
"یقرأ و یکتب،لا یمر به خبر من اخبار التاریخ الا التمس فیه عبرة أو اقتبس منه درسا أو اخذ منه عظة تلهب النفوس و توقظ الحماس،ثم هو یقف دائما عند الخبر یعرضه علی عقله و یحکم فیه منطق الاحداث و مألوف الواقع لیثبته أو ینفیه شأن العالم المحقق الذی یؤثر الحق و یرجع جانب الانصاف،و هو مؤمن أشد الایمان بالمعروبة، مؤمن بدور الاسلام فی رفعة شأن الامة و اعلاء قدرها،و من اجل هذا ألف کتابه:الرسول القائد،و کتاب قادة فتح العراق و الجزیرة،و کتاب الفاروق القائد،و کتاب:قادة فتح بلاد فارس.
و ان الانسان لیشعر بالسرور و الغبظة حین یلمس الدوافع التی حفزت هذا القائد الکاتب الی الکتابة عنعمر و غیره من القادة و أکثره عمرانا و حضارة،فنشروا فیها النور الهادی و الشریعة السمحة والمساواة الحقة، و لم تکن السیوف فی أیدیهم اسلحد ماضیة تقطع الرقاب و تطیح بالاعناق لشهوة الفتح و نشوة الغلبة،انما کانت اداة تحمی الحق و تصون العدالة و تعلن عن سماحة الاسلام و فضائله.
و الکتاب یحتوی علی مقدمة صور فیها الباعث الذی أثار همته و أیقظ غیرته لتألیف الکتاب،و فی هذه المقدمة یصرح المؤلف فی وجوه الغافلین الوسنانین الذین أهملوا تاریخهم و ناموا عن أمجادهم،و اقبلوا علی صورة خادعة باهته و الوان کاذبة متهافتة من تاریخ الغرب الذی حارب نهضتنا و مسخ حضارتنا وشوه تاریخنا و أخفی معالمه،ثم انتقل الی الفتح الاسلامی فی عهد الرسول (ص)و عهد أبی بکر رضوان الله علیه و شرح عوامل الانتصار فیه.
و المؤلف یصور هذه الظواهر التی کانت تزدحم بها الحیاة آنذاک و کادت تثب علی مواطن القوة فیها فیقول:«و کانت بعثة أسامة العنوان الاول لسیاسة عامة فی الدولة الاسلامیة،هی فی ذلک الحین خیر السیاسات: کان قوامها کله طاعة ما أمر به الرسول(ص)."