ملخص الجهاز:
"و واضح أن(تغییر الأفکار و النزعات و الاتجاهات)الذی أشار إلیه الباحث یقوم علی أسس غربیة خالصة،تروج باسم العلم-علم مزعوم لا یستقر له قرار و لا یقطع فی ظاهرة برأی یتفق علیه أصحاب الرأی،یسمونه«علم النفس»-و واضح أیضا أن هذا (التغییر)-تغییر الأفکار و النزعات و الاتجاهات-لا یبالی أن یخالف الإسلام و تعالیمه فی الریف المسلم،لأن القائم علی هذا(التغییر)لیس هو مشیخة الأزهر،و لکن القائم علیه هم مجموعة من(الخواجات)یختفون خلف الشخوص العربیة التی تبدو للناظر و کأنها نتحرک بارادتها،و واقع الأمر أن لا إرادة لها،و أنها تسیر فی خطوط مرسومة، و حسب خطط مدبرة قدرها ناس أقل ما یوصفون به أنهم لا یبالون بالإسلام و تعالیمه إن لم یکونوا معادین لها یعلمون علی محوها و استئصالها من نفوس الناس،و لهم فی ذلک أسالیب خبیثة یتسللون عن طریقها إلی قلوب أهل الریف السذج الغافلین.
و من الأمور العلمیة المفیدة فی هذه البحوث الکیفیة الاحتفاظ بمذکرات أو یومیات یسجل فیها الباحث ملاحظاته و مجریات الحوادث و ظروف العمل أثناء إقامته فی الریف،و لا شک أن مثل هذه المذکرات هی المادة الخام التی تستطیع أن تعتمد علیها فی فهم ظروف الحیاة الریفیة فهما دینا میکیا یتمیز بغنی الواقع و تفاصیل الحیاة الیومیة»(صـ 100 إلی 101) من الذی یشرف علی إدارة هذا الجهاز،و علی جمع کل هذه المعلومات و الدقائق؟ هیئة أجنبیة،و لیکن اسمها ما یکون.
و لنقف قلیلا عند صفحتی 267،268 من هذا المقال؛حیث یقدم الکاتب صورة من بعوث أمریکا-أو البعوث الدولیة إن شئت-التی تتغلغل إلی صمیم البیئات الإسلامیة فی الریف باسم الخدمات الاقتصادیة أو الخدمات الفنیة،و سوف تدرک بسهولة أن الهدف الکبیر لهذه المؤسسات-إلی جانب ما تنتفع به من معلومات تفید الجاسوسیة السیاسیة و الحربیة-هو(أمرکة الریف)،و الاهتمام فیه بالمرأة خاصة و بتوجیه الحرکة النسویة."