ملخص الجهاز:
"من المعلوم أن المنادی منصوب لفظا أو محلا علی المفعولیة فهو مفعول به لفعل محذوف فنحو(یا طارق لا تدخل دون اذن)أو (یا رجل قل الحق)أو(یا فارس لا تجهد مرکبک)أصله أدعو طارقا أو رجلا أو فارسا،فحذف الفعل«أدعو»حذفا لازما لکثرة الاستعمال و لدلالة حرف النداء علیه مسائل فی النداء و افادته فائدته و هذا الفعل المقدر یعمل فی المضمر کما یعمل فی الظاهر،فکما یجوز أن تقول:أدعو طارقا أو رجلا یجوز أن تقول: أدعوک-علی أن نداء المضمر المخاطب جائز مع الخلاف فیه-و العامل واحد فی الحالین فطارق حینئذ،أو رجل وقع موقع ضمیر مبنی هو کاف الخطاب الاسمیة المشابهة لفظا و معنی للکاف الحرفیة فی نحو:ذلک أو هنالک و هو مماثل لها افرادا و تعریفا.
فان قیل:المانع شیئان:الجملة و أل،فان زال أحدهما بقی الآخر،قلنا:ان صح هذا المتنع نداؤه و لکن حیث قد سلمنا بجوازه تعین أن المنادی هو الجملة المحکیة بمجموعها، و أل لیست داخلة علی مجموع الجملة بل علی جزء الاسم فماثلت لو سمیت شخصا(بعبدنا المنطلق)و أما«الذی وصلته»فیحکی حکایة المفردات لا حکایة الجمل،فالمنادی اذن هو الذی دون صلته،و الاعراب علی هذا یقدر فی آخر الذی حتی انک اذا سمیت انسانا (بأیهم لقیته)و هی موصولة لم تحک اعراب الرفع فی«أی»بل تعربها بحسب العوامل تقول:حضر أیهم لقیته،و شاهدت أیهم لقیته و مررت بأیهم لقیته،کما أنک اذا سمیت باسم مفرد عامل فیما بعده حکیت ذلک الاسم المفرد العامل فیما بعده بحالته باعتبار بقاء عمله فیما بعده و لما کانت صلة الموصول لا دخل لها فی (تصویرتصویر) مسائل فی النداء ذلک،و غیر معتد بها فی النداء،مثل«الموضح» لتلک الحالة بالموصول مجردا عن الصلة،و هو فی هذه الحالة لیس کالجملة لعدم عمل بعضه فی بعض فیمتنع نداؤه قولا و أحدا لقیام المانع و هو وجود أل،و انتفاء عمل بعضه فی بعض."