هموم الحساد - مجلة الازهر المتفرقات

"محمد ولی خان دکتور فی الفلسفة من جامعة اکسفورد هموم الحساد قال إمام البلاغة ابن المقفع فی الحاسد و أحسن: «الحاسد لا یزال زاریا علی نعمة الله و لا یجد لها مزالا،و مکدارا علی نفسه ما به من النعمة فلا یجد لها طمعا،و لا یزال ساخطا علی من لا یترضاه،و متسخطا لما لا ینال،فهو مکظوم‌ هلوح جزوع،ظالم أشبه شی‌ء بمظلوم،محروم الطلبة،منغص العیشة،دائم التسخط،لا بما قسم له یقنع،و لا علی ما لم یقسم له یغلب،و المحسود یتقلب فی فضل نعم الله مباشرا للسرور، ممهلا فیه الی مدة لا یقدر الناس لها قطع و لا انتقاض،و لو صبرا الحاسد علی ما به لکان خیرا له،لأن کلما أراد أن یطفی‌ء نور الله أعلاه،و یأبی الله إلا أن یتم نوره و لو کره الکافرون. و قال أبو تمام الطائی: لو لا التخوف العواقب لم تزل‌ للحاسد النعمی علی المحسود و إذا أراد الله نشر فضیلة طویت أتاح لها لسان حسود أخذ البحتری هذا المعنی فقال: و لن تستبین الدهر موضع نعمة إذا أنت لم تدلل علیها بحاسد"