ملخص الجهاز:
"و لم تخل تلک الخلافات التی الطوت علیها الأحرف السبعة من حکم بالغة:فهی إما لبیان حکم بجمع علیه مثل«و له أخ أو أخت من أم»فی قراءة سعد بن أبی وقاص فإنها توضح المراد من الإخوة و أنهم لأم و هو محل اتفاق و إما لترجیح حکم مختلف فیه کقراءة أو تحریر رقبة مؤمنة،فی کفارة الیمین و فیها ترجیح دلیل من اشترط الإیمان فی الرقبة، و إما لنجمیع حکمین متخالفین فی العمل نحو «حتی یطهرن»بتخفیف الطاء و تشدیدها حیث أفادت وجوب الجمع بین انقطاع الدم و الغسل أو مدة الغسل عند حل الاستمتاع بالمرأة،و إما لبینان حکمین متخالفین نحو «و امسحوا برءوسکم و أرجلکم»بنصب أرجل و خفضها،و الأولی توجب غسل الرجلین،و الثانیة توجب المسح،و قد بین الرسول صلی الله علیه و سلم أن المسح للابس الخف،و الغسل لغیره،و إما لتفسیر کلمة علی خلاف ما یظهر منها:«فامضوا إلی ذکر الله»فقد بینت أن المراد من قراءة«فاسعوا» لیس السیر السریع،و إما لتوضیح المراد مما قد لا یعرف مثل:«کالصوف المنفوش» بالنسبة إلی«العهن المنفوش»و منها ما یتخذه أهل الحق برهانا یحجون به من عداهم مثل «و ملکا کبیرا»بکسر اللام،و هو من أعظم الأدلة علی رؤیة الله تعالی فی الدار الآخرة و نحو ذلک.
بل علی سبیل الرخصة بدلیل قول الرسول صلی الله علیه و سلم:«فاقرءوا ما تیسر منه»و وافق الطبری جماعة منهم ابن عمار فی شرح الهدایة حیث قال:«أصح ما علیه الحذاق أن الذی یقرأ به الآن بعض الحروف السبعة المأذون فی قراءتها لا کلها، و ضابطه ما وافق رسم المصحف،فأما ما خالفه مثل:أن تبتغوا فضلا من ربکم فی مواسم الحج و مثل:«إذا جاء فتح الله و النصر،فهی من تلک القراءات التی ترکت، و علی هذا تکون القراءات السبع المشهورة جزاء من الأحرف السبعة-لا أنها الأحرف السبعة،و کذا غیرها من سائر القراءات."