ملخص الجهاز:
"و من کلام العرب الفصحاء،و لا تخرج هذه عن قاعدتها إلا إذا أردنا(المجاز المرسل) و هذا یقال له فی مصطلح النحویین(التضمین) أو أن یراد باللفظ(الحقیقة العرفیة)و من ثم یقولون:إن حروف الجر ینوب بعضها مناب البعض الآخر-بأن یبقی اللفظ علی حاله لا یتغیر،و إنما یتغیر حرف الجر للدلالة علی أن الفعل تبدل معناه إلی ما یقاربه من وجه فی التوسع أو التقیید لمعناه.
الجرا الخاصة بها فلا تتجاوزها و بهذا الاعتبار لا ینوب بعضها مناب البعض الآخر علی الإطلاق إلا بتحوطات و هذه عدها صاحب التصریح إجمالا عند البصریین،و ذلک بأن تؤول الکلمة أو أن یراعی(فیها التضمین إلی آخر ما جاء،فهذه القاعدة عامة فی حقیقة اللغة و أما التجوز فإنه تابع لمرامی الکلام تبعا لعلاقات مجازیة و هو موضوع(علم البیان)إلا أن التبدل قد یکون باستعارة کلمة أو صرف معناها عن حقیقته،فإذا زال السبب عاد الکلام إلی ما کان علیه من حقیقة و إلا لم یکن الأمر کیفیا أو حسب الأهواء بأن نتصرف به حسب ما نریدو و بدون مراعاة عوارض اللغة أی نتصرف بلا قیاس.
3-تغلیط النحویین و أهل البلاغة؛ مبناه التوغل فی کتب اللغة و مشاهدة أن الحروف ثابتة لا تتغیر بالنظر للأفعال فی «حقیقة»استعمالها و لذا یغلطون النحویین و علماء البلاغة فیما ذهبوا إلیه من«مجاز مرسل»أو«تضمین»و هؤلاء من جراء کثرة توغلهم فی المعاجم لم یکونوا أهل سعة فی مدلولات اللغة،و لذا کانوا فی تغلیطهم علی خطأ و إن کان فی حقیقة اللغة صوابا، هذا مع أن اللغة لا تخلو من ضروب بیان سواء فی الألفاظ أو فی الجمل و هی عوارض تزول بزوال علاقاتها و یزید بعضهم بأنه لو راعینا هذه القاعدة لم یبق مجال فی تغلیط أحد من حیث اللغة؛نظرا لهذا الاحتمال أو لهذا السبب."