ملخص الجهاز:
"قیاسا علی أن اللغوی الإنجلیزی أو الفرنسی لم یکن یتحرج من بناء اللفظ من مقطعین لاتینی فیونانی،إن السؤال هنا هو:کیف السبیل-و معاجم الفلسفة هذه علی ماهی علیه من نزعات التمیز و الانفراد فی کل نواحی عملیة التعریب-إلی أن یرجی توحیدها لیعم استعمالها الوطن العربی من المحیط إلی الخلیج ما لم یتنازل أصحابها عن رؤیتهم الذاتیة للمفاهیم و المصطلحات -بصرف النظر عن انتقائیة المذاهب و الأعلام من شتی الأجناس فی القدیم و الحدیث-فیعتمدوا(برضی نفس و قوة إیمان بالمصلحة القومیة للعالم العربی) المعجم الموحد الذی یصدره اتجاد المجامع العربیة-سواء فی أعمالهم العلمیة الفردیة و فی تدریسهم للشباب العربی-علی نحو ما یحدث فی تدریس العلوم الأساسیة و الکونیة بمصطلحات عربیة موحدة؟ لقد کان أول عمل فلسفی فی الحدیث نقلا و تألیفا هو«الموسوعة الفلسفیة المختصرة»ترجمة عن الإنجلیزیة (لأساتذة فلسفة إنجلیز و فرنسیین و ألمان وطلیان)لموسوعة أیرسون قام بها الأساتذة فؤاد کامل و جلال العشری و عبد الرشید الصادق(بإشراف الأستاذ الدکتور زکی نجیب محمود)لحوالی ثلاثمائة مادة:65 مصطلحا و مائتین و أربعین فیلسوفا من الیونان و الرومان و العصور الوسطی و المحدثین.
و هناک أیضا التفرد المتحمس لداعی القومیة فی التعریب و التعلیم الذی تمیز به الأحبابی و زملاؤه فی"ندوة الموسوعة"التی أصدرت فی الدار البیضاء(1977)- بالتعاون مع مرکز الدراسات الاجتماعیة و الاقتصادیة بتونس-معجم"المعین:فی مصطلحات الفلسفة و العلوم الانسانیة" فالجزء الأول من هذا العمل الجماعی یغلب علیه"المذهب الأحبابی"فی ضرورة تطویر اللغة و تطویعها من أجل ملاحقة تیار العلم المتدفق-خصوصا القوانین التی تتصل بجمیع أصناف المعرفة لکل لغة حیة،و أن علی الجامعات المغاربیة أن تتأهب لإصلاحات تعلیمیة و تعریب قطاعات الإنتاج-دون تهیب لما یروجه البعض من أن اللسان العربی قاصر عن أداء مطالب هذا العصر،فهو لسان قد أدی خدمات حاسمة للحضارة الأنسانیة فی العصر الوسیط و لعدة قرون و لن یعجز عن القیام بذلک من جدید فی العصر الحدیث."