ملخص الجهاز:
"! و کما أشید ببعض الأقطاب من المعلمین الموسیقیین الذین اهتموا بالآلة و أبرزوا مکامنها و مفاتنها و أدخلوها إلی کل بیت فإنی أغتنم هذه الفرصة لأشید بمبادرات جیدة صدرت عن بعض زملائنا فی المغرب الأقصی ممن لهم و لوع بالمعاجم و خاصة معاجم الأصوات و الموسیقی، و یتعلق الأمر بدد من الأساتذة الذین اهتموا بالموضوع من أمثال زمیلنا الراحل العلامة محمد الفاسی الذی قام علاوة علی بحوثه حول هذه(الآلة)1- بتألیف معلمة للطرب الملحون تصل إلی عشرین جزءا تقوم الیوم أکادیمیة المملکة المغربیة علی نشرها2 و قد قام الزمیل الدکتور عباس الجراری بوضع معجم لمصطلحات الملحون الفنیة3 و لا أنسی أن أذکر بهذه المناسبة (معجم المعاجم)الذی أصدره أخونا الأستاذ أحمد الشرقاوی إقبال،و الذی یعرف بنحو ألف و نصف ألف من المعاجم العربیة التراثیة،و قد خصص حیزا لکتب الأصوات:أصوات الغناء و الطرب4 و نحن الیوم مع معجم مرکز و لو أنه صغیر الحجم لکنه کبیر الفائدة و قد صدر قبل شهور فقط و هو من تألیف زمیلنا الأستاذ عبد العزیز بن عبد الجلیل الذی یعتبر من الهواة الأوفیاء لهذه الموسیقی5 و قد سلک المؤلفون المغاربة فی جمع المصطلحات سبل البحث المیدانی الذی یعتمد علی الاتصال المباشر برجال الفن الأندلسی،و هکذا فإنهم کانوا یستمعون إلی شروح أساتذتهم کما کانوا یسجلون أحادیثهم..
و یبقی المصطلح المغربی،و یقصد به المصطلح الذی ابتکره المغاربة،و الواقع أن المغاربة الذین أثروا الموسیقی الأندلسیة بالطبوع و الأوزان و أغنوها بما أضافوه إلیها من ألحان کان علیهم أیضا أن یملأوا قاموسها المعجمی بمصطلحات جدیدة زادت من سعة أفقها و مثال هذه المصطلحات الاستهلال و الدرج و البرولة و غیر ذلک کثیر و یذکر أن معجم ابن عبد الجلیل یعتبر محاولة لتجاوز منحیطة الموسیقی إلی مجالات أدبیة فرضتها العلاقة الجمالیة التی تربط بین الموسیقی و بعض فنون الأدب، و بذلک یؤکد هذا المعجم-إلی حد ما- حضوره بین المعارف الإنسانیة و یربط طبیعة العلاقة التی تربط الموسیقی بتلک المعارف."