ملخص الجهاز:
"2-الحالة الراهنة للأزمة عند ما انفجرت أزمة المدیونیة الخارجیة فی صیف عام 1982،بإعلان صادر من حکومة المکسیک،و تتالت الإعلانات المماثلة من دول أمریکا اللاتینیة ثم افریقیا و أوروبا الشرقیة و آسیا، بعدم القدرة علی خدمة القروض الخارجیة،کانت المخاطر التی واجهها العالم ذات شقین:الشق الأول هو الخطر العاجل الذی یهدد النظام المصرفی العالمی بالانهیار و وقوع سلسلة من الإفلاسات المصرفیة الکبری؛و الشق الثانی هو الخطر الزاحف الذی یهدد الدول النامیة المدینة فیما یتعلق بتجمید برامج التنمیة فیها،و تراجع الدخل القومی،و الحرمان مما یلزمها من الأساسیات المستوردة.
و فی مجال تحقیق بعض الفوائض المحدودة فی الحسابات الجاریة لموازین المدفوعات نتیجة زیادة الصادرات، و العودة من النمو السالب إلی النمو الموجب ففی أمریکا اللاتینیة ککل تحسن النمو الاقتصادی من 2 بالمائة سلبا عام 1982-1983 إلی 4،3 بالمائة ایجابا عام 1984-1985،و انخفاض نسبة التضخم الجامح إلی نسب تضخم معقولة3،و لکن معظم هذا التحسن حصل فی نطاق أمریکا اللاتینیة وحدها،التی نالت الکثیر من اهتمام و دعم الحکومات و المؤسسات الدولیة،الأمر الذی لم یحدث مثله فی الدول الافریقیة،التی لم تکد تظفر بأی مساعدة لقلة دیون البنوک الأمریکیة علیها، و علی الرغم من صغر حجم دیونها بمقاییس دیون دول أمریکا اللاتینیة،إذ إن 85 بالمائة من دیون الدول الافریقیة جنوب الصحراء هی دیون حکومیة،و هی لیست مدینة للبنوک التجاریة العالمیة بأکثر من خمسة ملیارات دولار،تشکل 15 بالمائة من مجمل دیونها الخارجیة،و یمکن شراؤها فی السوق الثانویة بمبلغ ملیار دولار فقط،و هو مبلغ تافه بمقاییس الأزمة العالمیة،و لکنه مستحیل بالنسبة إلی الامکانیات الذاتیة للدول الافریقیة الفقیرة."