ملخص الجهاز:
"من هم الصوفیة وما هو شأنهم ؟ قال الإمام القشیری فی رسالته ما حاصله : إن المسلمین بعد رسول الله صلی الله علیه وسلم لم یتسم أفاضلهم فی عصرهم بتسمیة علم سوی الصحابة ، إذ لا أفضلیة فوقها ، ثم سمی من أدرکهم التابعین ، ثم من أدرکهم تابعی التابعین ، ثم تباینت المراتب ، فقیل لخواص الناس ممن لهم شدة عنایة بأمر الدین : الزهاد والعباد ، ثم ظهرت البدع وحصل التداعی من الفرق ، فکل فریق ادعوا أن فیهم زهدا ، فانفرد خواص أهل السنة المراعون أنفاسهم مع الله تعالی ، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف ، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأکابر قبل المائتین من الهجرة اهـ .
وقد قال ابن الصلاح الفقیه الشهیر فی فتاویه : وجدت عن الإمام أبی الحسن الواحدی المفسر أنه قال : صنف أبو عبد الرحمن السلمی حقائق التفسیر ، فإن کان اعتقد أن ذلک تفسیر فقد کفر ، ثم قال : وأنا أقول : إن الظن بمن یوثق به منهم إذا قال شیئا من ذلک أنه لم یقله تفسیرا ، ولا ذهب مذهب الشرح للکلمة ، فإنه لو کان کذلک کانوا قد سلکوا مسلک الباطنیة ، وإنما ذلک منهم تنظیر ما ورد به القرآن والنظیر یذکر بالنظیر ، ومع ذلک فیا لیتهم لم یتساهلوا بمثل ذلک ؛ لما فیه من الإیهام والإلباس اهـ أقول : وقد وقع بالفعل الالتباس فضل به کثیر من الناس ، وما کان من غرائب الصوفیة صحیح المعنی فی ذاته کان خطوة موصلة لأباطیل الباطنیة عند غیر البصیر المحقق ، والذی یدرک الفرق قلیل ، والتفسیر المطبوع المنسوب لسیدی الشیخ الأکبر هو لبعض الباطنیة ، وفیه من تحریف القرآن ما لم یأت بمثله محرفو التوراة ، ومع ذلک تزین به المکاتب وتحترمه العلماء ، وقد قال العلامة النسفی فی عقائده : النصوص علی ظواهرها ، والعدول عنها إلی معان یدعیها أهل الباطن إلحاد ."