"جاء فی جریدة ثمرات الفنون الغراء تحت هذا العنوان ما نصه : ما استعمر الأوروبیون قریة أو بلدة إلا واستبدلوا أخلاق أهلیها واستنزفوا ثروتهم إذا لم نقل دماءهم ، وارتکبوا فیها أنواعا من الفظائع المنکرة ، مما تستک من هوله الأسماع وتتبرأ منه المدنیة الحقة ، وذلک بزعم إرهاب البلاد التی یستعمرونها ، فلا یعصون لهم أمرا ، ومن المشهور عن عدلهم أنهم لا یعاملون أهالی المستعمرات معاملة رعایاهم الأصلیین ، فالذی یجوز للإنکلیزی الأصل مثلا أن یعمله فی الهند لا یجوز للهندی عمله ، أو أن یتمتع هذا بالحقوق التی یتمتع بها ابن التامیز ، وبالأخص إذا کان سکان المستعمرة من المسلمین ، وکثیرا ما یقتلون الأنفس بغیر ذنب أو بمجرد الوهم والتصور إلی غیر ذلک من الأعمال الوحشیة .
ومن العجیب أنهم مع هذا کله ینادون ( نداء جهوریا عریضا ) أنهم نصراء الإنسانیة وحلفاء المدنیة ، وأنهم لا یودون إلا خیر بنی الإنسان وراحتهم بوجه عام ، دون الالتفات إلی الأجناس والأدیان ."